هل تنقذ الكهرباء التركية مياه الحسكة؟
سامر الخطيب
تقترب مدينة الحسكة وريفها من انفراجة محتملة في أزمة المياه المستمرة منذ سنوات، وسط تحركات ومفاوضات جديدة لإعادة تشغيل محطة علوك الحيوية، التي تعطلت مرارًا نتيجة الصراعات بين الأطراف المتحكمة بالمنطقة. التحرك هذه المرة يأتي عبر وساطة إنسانية ومحادثات تقنية تهدف لتزويد المحطة بالكهرباء، عبر اتفاق مع شركة تركية خاصة.
تقع محطة علوك شرقي مدينة رأس العين، في منطقة خاضعة لفصائل موالية لأنقرة، وقد شكّلت على مدار سنوات ورقة ضغط ومعاناة مزمنة لحوالي نصف مليون شخص يعتمدون على مياهها في مدينة الحسكة وريفها. التوقف المتكرر للمحطة ألقى بظلاله على الحياة اليومية للسكان، الذين اضطروا للاعتماد على مصادر مياه بديلة، غير آمنة أحيانًا، ومرهقة من حيث التكلفة.
المحادثات الحالية تشمل أطرافًا من الحكومة السورية، ومنظمات دولية، وفرقًا من الهلال الأحمر، في محاولة لإبرام اتفاق يسمح بتزويد المحطة بالكهرباء بشكل مستقر. وقد زارت وفود تقنية الموقع خلال الأيام الماضية، وأجرت تقييمًا شاملاً لوضع البنية التحتية، بما في ذلك آبار المياه وخطوط الضخ المرتبطة بمحطة حمة.
الخطة المقترحة، في حال نجاح المفاوضات، لا تقتصر على تشغيل المحطة فقط، بل تتضمن أيضًا أعمال صيانة وتأهيل واسعة، تشمل شبكات الضخ ومحطة علوك نفسها، لضمان استمرارية العمل وتفادي الأعطال المستقبلية.
ورغم أن هذه الجهود تعكس توجهًا نحو الحل، إلا أن التنفيذ ما زال محفوفًا بعقبات، أبرزها الضمانات المتعلقة بدخول الفرق الفنية إلى المنطقة دون عراقيل. كما أن التنسيق الأمني والتقني بين الجهات المختلفة قد يحتاج إلى وقت قبل الوصول إلى نتائج ملموسة على الأرض.
وفي مشهد لافت، دخلت قافلة تضم سيارات تابعة للمنظمات الإنسانية إلى المحطة، بمرافقة قوات دولية، لتفقد الموقع والبدء في وضع الترتيبات اللازمة للصيانة. هذه الزيارة اعتُبرت خطوة إيجابية، لكنها لا تزال أولية، وتحتاج إلى ترجمة فعلية عبر أعمال ميدانية تضمن عودة المياه إلى الحسكة بشكل منتظم.
تبقى محطة علوك شريانًا مائيًا حيويًا في شمال شرق سوريا، وعودة عملها تعني تخفيفًا كبيرًا لمعاناة السكان. غير أن هذه العودة مرتبطة بإرادة الأطراف المعنية، بعيدًا عن الحسابات السياسية التي كثيرًا ما جعلت من الماء سلاحًا غير معلن في صراع مفتوح. الآمال اليوم معلقة على أن تكون الكهرباء التركية بوابة لحل طال انتظاره.
