استفاق سكان مناطق الساحل السوري، صباح اليوم الأربعاء، على دوي انفجارات قوية ومتتالية، هزّت منطقة تقع بين مدينتي جبلة وبانياس، في وقت تصاعدت فيه أعمدة الدخان والنيران من موقع بدا واضحاً أنه شهد حريقاً واسع النطاق.
المعلومات الأولية تشير إلى أن الحريق اندلع في موقع عسكري مهجور، يُعتقد أنه كان يُستخدم في السابق كموقع لإطلاق الصواريخ. ووفق مصادر محلية، فإن النيران تسببت بانفجار ذخائر أو صواريخ كانت لا تزال مخزّنة داخل الموقع، رغم أنه لم يعد قيد الاستخدام العسكري المباشر منذ فترة.
ورغم أن الأصوات الناتجة عن التفجيرات كانت شديدة ووصل صداها إلى مناطق واسعة في ريف جبلة، إلا أن الجهات الرسمية لم تصدر بعد بياناً يوضح ملابسات الحادث أو يحدد الخسائر، سواء في الأرواح أو في الممتلكات.
وتوجهت فرق الإطفاء والدفاع المدني إلى المكان بعد تصاعد الدخان بشكل كثيف، وسط محاولات للسيطرة على الحريق ومنع تمدده إلى الأراضي المجاورة، ولا سيما أن المنطقة المحيطة تضم غطاءً نباتياً كثيفاً في بعض أجزائها.
تأتي هذه الحادثة في سياق مشابه لما شهدته مناطق أخرى في سوريا مؤخراً، إذ سبق أن دوّت انفجارات مشابهة في مطلع هذا الشهر داخل موقع عسكري سابق قرب بلدة الربيعة في ريف حماة الغربي. وقتذاك، أدى الانفجار في مستودع للذخيرة إلى مقتل أربعة أشخاص كانوا في سيارة نقل تصادف مرورها قرب الموقع لحظة الحادث، وسط تضارب الأنباء حول طبيعة الموقع وأسباب الانفجار.
هذه الحوادث المتكررة في مواقع عسكرية مهجورة أو غير فاعلة تثير تساؤلات حول طبيعة المواد المخزّنة فيها، ومدى سلامة تخزينها، خصوصاً في ظل عدم الإعلان عن إجراءات واضحة لإفراغ هذه المواقع من الذخائر أو تأمينها بالشكل المطلوب بعد خروجها من الخدمة.
من جهة أخرى، يعيش سكان المناطق القريبة من هذه المواقع حالة من القلق المتزايد، إذ تخشى العائلات من تكرار مثل هذه الحوادث، خاصة أن بعضها يحدث بشكل مفاجئ دون أي مقدمات، ويخلّف ضحايا في صفوف المدنيين أو أضراراً في الممتلكات، دون وجود آليات معلنة لتعويض المتضررين.
ويشير مراقبون إلى أن استمرار بقاء هذه المواقع دون معالجة جذرية يشكّل مصدر خطر دائم، خصوصاً في ظل تكرار حالات الاشتعال أو الانفجار لأسباب غير معروفة أو يُقال إنها “عرضية”.
وبينما لم يُعرف حتى اللحظة ما إذا كانت هناك خسائر بشرية في حادثة اليوم قرب جبلة، يبقى الأمل معقوداً على تدخل سريع وفعّال من الجهات المختصة لإخماد الحريق أولاً، ثم فتح تحقيق جدي يكشف تفاصيل ما حدث، مع العمل على منع تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.