اغتيال أحد الوجهاء في مناطق قسد بدير الزور

سامر الخطيب

2025.06.25 - 11:53
Facebook Share
طباعة

 شهدت محافظة دير الزور شرقي سوريا حادثة اغتيال استهدفت أحد الوجاهات العشائرية في المنطقة، وسط تصاعد التوتر الأمني وتزايد المخاوف من نشاط خلايا عنف تطال الشخصيات المؤثرة في المجتمع. الضحية، المعروف بلقب “الشيخ”، قُتل رفقة مرافقه، فيما أعلنت قوات الأمن الداخلي (“أسايش”) التابعة لقوات سوريا الديمقراطية عن تعهدها بملاحقة الجناة.


وفي وقائع الحادث، فجّر مجهولان هجومًا استهدفت سيارة الضحية على الطريق العام في بلدة درنج، حيث كان يستقلها الشيخ والمرافق، ما أدى إلى مقتلهما قبل وصولهما إلى المستشفى. هذه العملية أثارت الذعر بين أبناء القبيلة وسلطت الضوء على هشاشة الوضع الأمني في المنطقة.


من جهتها، أصدرت “أسايش” بيانًا جاء فيه أنها تتعامل مع هذه الهجمات بجدية بالغة، وتعزز الإجراءات الأمنية من خلال تكثيف الدوريات وتمشيط المنطقة. وطالبت الأهالي بالتعاون والإبلاغ عن أي تحركات مريبة، لتأمين الحماية اللازمة، وكشف هوية بعصابة المهاجمين، وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت ممكن.


ولاقت الحادثة صدى واسعًا بين السكان ومراكز صنع القرار المحلي، حيث اعتبرها البعض محاولة لإعاقة استقرار دير الزور وزعزعة التماسك المجتمعي، من خلال ضرب رموز القبائل. ومع أن الضحية لم يكن شيخًا رسميًا لعشيرته حسب العرف المتعارف، فقد تم تعيينه كممثل لها لدى “قسد”، ما مكنه من دور اجتماعي وسياسي محوري في نشر التفاهم بين الإدارات الذاتية والقبائل المحلية.


إدراكًا لحساسية هذا الدور، جرى ربط التحقيقات بتمسُّك أوسع بتعزيز التعايش المجتمعي، ومنع تكرار مثل هذه الهجمات ضد الشخصيات المؤثرة في حفظ التوازن الاجتماعي. لكن المتابعين يرون أنها أيضًا رسالة بأن استهداف الشخصيات القوية سيواجه حزمًا من قِبل الجهات الرسمية، محافظين على استقرار الحياة اليومية وشعور الأمان بين الأهالي.


وهذه الجريمة ليست الحادثة الأولى من نوعها، فقد شهدت الأعوام الماضية حالات مشابهة استهدفته وجهاء عشائر من قبل، فيما كانت الأهمية تبقى محصورة في دورهم داخل قبائلهم. لكن تصاعد وتيرة هذه العمليات مؤخرًا يثير الأسئلة عمّن يقف وراءها: هل هي خلايا منظمة تسعى لإخضاع المنطقة لقوى محلية أو أجنبية؟ أم أنها ردود فعل داخلية بين القوى المتصارعة على النفوذ في شرق سوريا؟


وقد ربط كثيرون هذه الأحداث بالتوترات السابقة بين بعض شيوخ العشائر و”قسد”، خاصة بعد مواجهات مسلحة في 2023 قادها أحد رموز العشيرة ذاتها، ما يعيد إلى الأذهان الصراعات المؤسسية المستمرة على الاستفراد بالقرار.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 5