اكد اكثر من مصدر عسكري اميركي من المتقاعدين من العمل في البنتاغون من خلال اتصالات مباشرة معهم، بان الجرأة التي يمتلكها بنيامين نتيناهو في ضربه لايران ليست وليدة اللحطة بل هي قرار عمره عشرين عاما حاول تمرير الموافقة عليه في عهد الرؤساء بوش واوباما وفي عهد ترامب الذي كان يفكر عندما امر باغتيال قاسم سليماني بتنفيذ ضربة اميركية مباشرة على ايران لكن دراسة عسكرية قدمها له اعضاء يخالفونه الراي في وزارة الدفاع وفي الخارجية وفي مجلس الامن القومي افادوه بان ايران سوف تشعل المنطقة ان تعرض لها عسكريا وان قيادتها ليست عاقلة كفاية للرد بشكل ضغيف على تدمير منشاتها النووية.
الرؤساء السابقين كانوا دائما يخشون من حرب طويلة مع ايران على غرار العراق في حين كان راي نتنياهو قبل عشرين عاما ولا يزال وهو ان ضرب ايران لن يتسبب بمعركة عسكرية طويلة بل ستفضل ايران الرد الضعيف خوفا على النظام وبالتالي اذا تم ضرب النووي ولم يجري ضرب المنشات النفطية والكهرباء مثلا فلن تخوض ايران حرب وجود وستتقبل الضربة.
هذا التفكير واجهته معضلة وجود حزب الله القادر بصواريخه منذ العام 2008 بحسب الاميركيين على تدمير منشات حساسة في اسرائيل بصواريخه اذا تعرضت ايران للضرب والعراقيين يمكنهم ضرب القواعد في الاردن وفي العراق اذا تعرضت ايران للضربة
ماذا تغير؟؟
العمل الذي قام به الموساد وحطم من خلاله القوة الصاروخية لحزب الله اولا سهل اتخاذ القرار بضرب ايران وكذا التاثير الاميركي المباشر على محيط المرجع العراقي السيستاني الذي اصدر مرارا نصائح للحشد الشعبي بالالتخالق بالجيش العراقي والقوة المعنوية التي شكلها السيستاني لمنع الفصائل من التصرف ضد الوجود الاميركي تحت عنوان ان لا سلاح شرعي سوى سلاح القوات المسلحة والدولة ومن ثم ما اقنع بايدن قبل ترامب بوجوب اسقاط ايران هو مفاعيل طوفان الاقصى التي اقنعت بايدن والدولة العميقة بان وجود اسرائيل مهدد طالما النظام الاسلامي موجود وانه يجب استبدال نظام الجمهورية الاسلامية بحكم موالي للغرب لحماية اسرائيل . وكانت سهولة التخلص من حزب الله وما قاله الموساد ونتنياهو للادارة الاميركية بايدن وترامب من ان ما فعلوه في لبنان يمكنه تكراره بشكل موسع اكثر في ايران وان الضربة الاسرائيلية المدعومة بتسليح خاص للطيران من اميركا وتزويد اسرائيل بدعم استخباري اميركي تقني وبطائرات تزويد بالوقود وبذخائر تكفي لحرب مع ايران كل ذلك مقابل تاكيد اسرائيلي بان ايران لا تستطيع الرد صاروخيا ولن يمكنها خوض حرب انتقامية ضد الوجود الاميركي في سورية والعراق والخليج بعد الضربة الاولى.
سبق لاحد المصادر وان زود وكالتنا بمضمون مفصل للقناعة التي نقلها نتنياهو لترامب فور فوزه بالانتخابات حيث دعاه لتبني خطة تشبه خطة البايجرات وقلنا في مقال سابق من عدة اشهر اذا ما تذكر الاحبة القراء بان ترامب اقتنع ونتنياعو اكد له ان ضرب ايران لن يكون اصعب من ضرب حزب الله وبنفس الاسلوب اي ابادة القاعدة كما حصل مع حزب الله وتعطيل القوة الصاروخية الايرانية كما حصل مع حزب الله من خلال امتلاك اسرائيل لخارطة المخازن والمقرات السرية الايرانية الصاروخية وغرفة العمليات السرية وقد لعب صهر ترامب جاريد كوشنر دورا في اقناع ترامب من حيث قوله انه بغياب صواريخ حزب الله فان ايران ليست قادرة على الرد المؤذي وما يخيف اسرائيل هو صواربيخ الخزب الدقيقة والمسافة بين ايران واسرائيل تمنح الاخيرة قدرة اسقاط الصواريخ الايرانية بسبب بعد المسافة
ماذا بعد؟؟
تعتقد المصادر الاميركية بان نتنياهو مصاب بجنون العظمة والغرور اذهل عقله وهو يتصرف وكانه يصدق فعلا وعمليا انه سوبرمان وانه نبي مؤيد من ربه اليهودي فكل ما فعله منذ طوفان الاقصى هو اخلام اسرائيلية لم يكن ليصدق احد ان نتنياهو قادر على تنفيذها من اغتيال قيادات حزب الله ال ضرب قوته الصاروخية الى اسقاط بشار الاسد والان الى ضرب المشروع النووي الايراني واشراك الاميركيين في ضرب ايران لهذا نتنياهو بحسب الاميركيين لن يحترم وقف اطلاق النار وحين يرى ان ايران في وضع اكتساب قوة ما فسوف يضرب تلك ىالقوة بطائراته ولو ادى ذلك لرد اايراني لانه يعتقد بان قوة اسرائيل تكمن في المستقبل في حرية حركة طيرانها وممارستها للقصف ساعة تشاء واينما تشاء وان اي ردة فعل توقع خسائر في اسرائيل لا قيمة لها مقابل منع ايران او حزب الله او اي طرف عراقي او سوري من بناء قوة صاروخية او نووية يمكنها تهديد اسرائيل ورغم إعلان وقف إطلاق النار بتنسيق أمريكي، يؤكد نتنياهو أن الضربات الاسرائيلية لن تُتوقّف «ما دام النظام الإيراني يسعى لاستعادة قدراته النووية أو الصاروخية». ويشير المصدر إلى احتمال شن ضربات دقيقة باستخدام الطائرات المسيرة والتكنولوجيا المتقدمة .
الحرب النفسية لإضعاف النظام
تحدث المصدر ايضا عن أن “ثمانية من كل عشرة إيرانيين” قد يثورون لو سنحت لهم الفرصة، وهو ما يلمّح إلى بدء حملات إعلامية تُبث من خارج إيران، تستهدف ترسيخ فكرة هشاشة النظام وتغذية الانشقاقات داخله . باستغلال الاقليات وثوار الثورة الخضراء وانصار الاصلاحيين والهدف الاول للحملات التي ستشارك فيها بالتأكيد مصادر اميركية وخليجية عربية هو شن حملة اعلامية لاحباط الجمهور من خلال دفعهم الىى اكنشاف ان النظام الذي حماه الشعب لم يرد الجميع للشعب بعد الحرب بل زاد القمع واضطهد النساء ومنع الاصلاحيين من التعبير غن اريهم الخ الخ اي يسعى الى ان يخسر النظام ما كسبه من دعم شعبي بسبب الحرب.
دعم استخباراتي محتمل للمعارضة
نتنياهو بحسب المصادر الاميركية لم يخفي ان هدفه اسقاط النظام لكنه فوجيء بردة الفعل الشعبية المؤيدة للحكومة الاسلامية انما هذا لن يجعله ييأس وهو أكّد أن الهدف ليس تصفية النظام فحسب، بل تغييره. بما يشير إلى إمكانية تسهيل دعم استخباراتي لشبكات داخلية منظمة معارضة، ستتوسع في تمويل وتسليح الانفصاليين الكرد والبلوش بحيث يصبح لديهم قدرة على طرد النظام من مناطق معينة بداخل ايران ليكون لهم قاعدة برية تحميها القوة الجوية الاسرائيلية وكذا استمرار الاستفادة من «مجاهدي خلق» ومن شخصيات من الثورة الخضراء .
ضرب رمزيات النظام
المصادر تشير الى ان نتنياهو سيتابع عبر مجموعات التخريب الضربات التي توّجهت إلى بنى تحتية رمزية كالصحافة الحكومية ومقرات الشرطة كان لها أثر نفسي واضح . وترجمه المستقبل المتوقع بأن هذه الضربات قد تُكرّر لإضعاف القواعد الرمزية للسلطة.
هل سترفع اميركا العقوبات؟؟
يقول المصدر ان ترامب حين يكتشف ان ايران لم تستلم وانهم لا يريدون صداقته ولا يعتبرونه زعيم العالم فسيعود لتسهيل ما يسمى استخدام قبضة الزناد لاعادة العقوبات الاممية كما سوف يوسع العقوبات ويحاول ابقاء ايران في حصار اشد مما شهدته سابقا وسيواصل نتنياهو استغلال اللوبي الاسرائيلي من اتصدقاء ترامب لاقناعه بتكثيف الضغوط الاقتصادية على إيران، عبر التنسيق مع الولايات المتحدة لإعادة فرض عقوبات نفطية، ومنع طهران من استعادة حضورها في الأسواق العالمية .
غياب خطة ما بعد النظام
يواجه المخطط تحدياً أساسياً: غياب رؤية واضحة لما بعد سقوط النظام. فقد يتحول الانهيار المحتمل إلى فراغ سياسي وأمني إذا لم يكن هناك بديل واضح مدروس. ويبدو أن استراتيجيات «الضغط التدريجي» الحالية تخلو من احتراب واضح لبناء سياسي داخلي مستقر .
المصادر الاميركية تؤكد بان استراتيجية نتنياهو المتوقعة مبنية على:
1. تكريس الضربات الدقيقة لوقف الاقتصاد النووي والصاروخي؛
2. شن حملات نفسية وإعلامية لزعزعة ثقة الشعب بالنظام؛
3. دعم استخباراتي للمعارضة الإيرانية من الداخل؛
4. تعزيز الضغط الرمزي عبر توجيه ضربات مؤثرة لمؤسسات النظام؛
5. مواصلة الضغط الاقتصادي عبر العقوبات والتنسيق الخارجي؛
6. الحفاظ على استقلالية تحركية في غياب دعم أميركي مباشر؛
7. مواجهة خطر الفوضى المحتملة في حال غياب خطة انتقالية مدروسة.
بذلك، تضع إسرائيل نصب عينيها تفكيك إيران من الداخل قبل أن تستعيد توازنها الإقليمي، وهذا يثير عدداً من التساؤلات عل عدم تحقيق استقرار سياسي ما بعد التغيير. الأيام القادمة تحمل الإجابة على مصير الاستراتيجية وتأثيرها المحتمل على توازنات المنطقة.