دخل إعلان وقف إطلاق النار الكامل بين إسرائيل (بدعم أميركي مباشر) وإيران حيّز التنفيذ، لكن بدون إجابات واضحة على الأسئلة المستقبلية المرتبطة بنتائج الحرب وما سيليها. ومع ذلك، من المؤكد أن الأطراف جميعها، كما المنطقة بأسرها، لم تعد كما كانت قبل 13 حزيران.
بدأت المواجهة بهجمات إسرائيلية مستندة إلى دعم أميركي، استهدفت المنشآت النووية الإيرانية ومراكز ثقل الجمهورية الإسلامية. تلتها ردود فعل صاروخية إيرانية استهدفت الأراضي المحتلة ومواقع إسرائيلية. ثم تدخلت الولايات المتحدة مباشرة، مستهدفة منشأة "فوردو"، ما دفع إيران إلى الردّ باستهداف قاعدة "العديد" الأميركية في قطر. وبهذا التصعيد انتهت عمليًا المواجهة الإسرائيلية–الأميركية على إيران، لتُترك المنطقة والعالم أمام أسئلة صعبة لن تتضح إجابتها قريبًا.
هدنة أم استراحة استراتيجية؟
هل انتهت المواجهة فعليًا؟
الهدوء الحالي لا يعدو كونه "استراحة استراتيجية"، لا هدنة دائمة، خصوصًا في ظل غياب المحادثات المباشرة والضمانات الدولية. ورغم إعلان الرئيس ترامب وقف شامل لإطلاق النار، فإن هشاشة الاتفاق مكشوفة.
ماذا نعرف عن العمليات الاستخبارية الاسرائيلية داخل ايران؟
في يونيو 2025، نفّذ جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" عمليّة استخباراتية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، ممهّدًا لضربات جوية اسرائیلیّة واسعة. هذا الاختراق لم يكن صدفة، بل حصيلة تخطيط طويل وتكتيكات متعددة، انكشفت تفاصيلها وبنت سردية واضحة حول ضعف إيران الداخلي.
ضعف الاستخبارات الإيرانية: بين التركيز الداخلي والتشتت
تركيز داخلي على الأمن القمعي: بحسب تقرير "خبراء اميركيين معنيين بايران"، و اختلال ميزان القوى في إيران ذهب لصالح الأجهزة القمعية على حساب الاستخبارات، التي بدت منشغلة بقمع المعارضة ومهدّدة بجمع ثروات شخصية .
الاختراق العميق للموساد: طهران سجّلت أكثر من 200 اعتقال في أيام قليلة لتسوية حسابات مع مشتبه بهم جواسيس موساد، دلالة على شبكة واسعة من العملاء المتعاونين .
وقد استخدم الموساد الاف المعارضين في الخارج وفي المهاجر، كما استعمل السوشال ميديا لسهولة تجنيد الايرانيين مقابل الاموال كما استغل القمع في اكثر من مناسبة لتجنيد الشبان الغاضبين مفضلا اطلاق منصات اخبارية معارضة باللغة الفارسية لمعرفة اراء الشبان في الداخل الايراني من المتفاعلين في التعليقات والمتابعة حتى يعرف من يستهدف بالتجنيد فضلا عن تعاون عميق مع مجموعات وتنظيمات حزبية كردية وبهائية ويهودية فاعلة اقتصاديا وماليا واكاديميا.
تحركات الموساد داخل إيران اعتمدت على إنشاء خلايا محلية:
تفكيك الدفاعات الإيرانية: دمج ذكي بين الاستخبارات والتكنولوجيا
استخدام الذكاء الاصطناعي: لاختبار ردود إيران وتحديد نقاط ضعف المنظومات الجوية والصاروخية .
تنسيق استخباري-عسكري متكامل: شارك جهاز الأمن العسكري (أمان) بتحديد الأهداف، في تعاون محكم مع عمليات الموساد .
ضربات استخباراتي: شملت اغتيالات علماء نوويين من داخل إيران، تهدف لتقويض القدرات على استئناف العمل .
أسباب ضعف إيران في التصدي لهذا الاختراق
خلل هيكلي داخلي: التنازع بين وزارة الاستخبارات والحرس الثوري نقّص قدرة إيران على التنسيق الداخلي والاستجابة السريعة .
ثقافة مراقبة لكن بدون كشف مسبق: حتى مع نشاط مكثف لمراقبة الشوارع، فإن الشبكات غير الرسمية فضحت فعالية أجهزة المخابرات الرسمية
الإفراط في القمع: توجيه الموارد للأمن الداخلي مكّن الموساد من العمل دون ملاحظة تحركاته لفترة طويلة .
من عمل مع الموساد داخل إيران؟
جماعات محلية: تعاون بعض الأكراد والبلوش الذين كانت لديهم خلافات داخلية مع المركز .
منشقون استخباراتيون: عملاء مزدوجون ضمن الأجهزة الإيرانية، كما قال أحمدي نجاد إن قسمًا من مسؤولي وزارة الاستخبارات كانوا لصالح الموساد .
تنسيق بين الموساد والأمن العسكري: شبكة تراقب الاتصال الفوري مع قيادة أمان لتحديد الأهداف وتنفيذ العمليات بدقة .
الدروس الاستراتيجية لاسرائيل:
اسرائيل سوف تتابع عن قرب كيفية قيام ايران بإصلاح هيكل الاستخبارات، وإعادة توزيع الموارد من القمع الداخلي نحو الدفاع الوطني.
المذهل ان اسرائيل استطاعت عبر هذه العمليات أن تدمج بين عصابات داخلية، واستخدام تكنولوجيا مسيرة عالية، وتخطيط استخباري يمتد لسنوات.