في سلسلة حوارات مع اكاديميين اميركيين متخصصين بالشان الامني وبالعلاقات الاميركية الايرانية
قال مصدران مطلعان، اليوم (الثلاثاء)، إن مكتب التحقيقات الاتحادي «إف.بي.آي» كثّف جهوده لمراقبة التهديدات المحتملة للولايات المتحدة من إيران بعد قرار الرئيس دونالد ترامب بمهاجمة المنشآت النووية في البلاد.
وذكر المصدران ، أن مسؤولين بمكتب التحقيقات الاتحادي أبلغوا بعض الموظفين في الأيام الماضية بأنه سيتم إعفاؤهم من تكليفٍ بتخصيص جزء من وقتهم لإنفاذ قوانين الهجرة، وذلك بالنظر لارتفاع مستوى التهديد من إيران. ويتعلق الأمر بالموظفين العاملين في مجالات مكافحة الإرهاب ومكافحة التجسس والأمن الإلكتروني الذين يعملون على ملفات مرتبطة بإيران.
الإجراءات الأمنية: ماذا يدل ذلك؟
نقل موظفين من قسم الهجرة إلى "مكافحة الإرهاب" في مكاتب عدة مثل شيكاغو، لوس أنجلوس، سان فرانسيسكو، نيويورك وفيلادلفيا، بعد تقليص دعمهم لقضايا الهجرة.
رفض متحدث باسم «FBI» التعليق المباشر، إلا أنه أكّد أن المكتب يعيد تنظيم موارده لمواجهة "التهديدات الأكثر إلحاحًا لأمننا القومي".
قال المصدر إن القلق خاص من احتمال سعي إيران لاستخدام عملاء داخل الولايات المتحدة لشن هجمات.
مؤشرات إعلان التهديد
• بعد قصف المنشآت النووية الإيرانية، شنت إيران هجومًا صاروخيًا على قاعدة جوية أمريكية في قطر دون إصابات، وفقًا لما ورد في الخبر، ما يدل على رغبتها في الرد كنتيجة مباشرة للضربات.
• مسؤولون أمريكيون أعربوا عن تخوف مماثل من قدرة إيران على توجيه هجمات ضد الولايات المتحدة، باستخدام عملاء محليين.
كيف يقرأ المحلل الأمني ف.بي.آي ذلك؟
هذا التحول في التركيز الأمني يحمل دلالتين رئيسيتين:
1. اعتراف ضمني بقدرة إيرانية على التهديد داخل الحدود
اختيار نقل موظفين من قضايا الهجرة إلى مكافحة الإرهاب والإلكترونية يعكس اعترافًا رسميًا بإمكانية تصعيد، سواء باستخدام خلايا نائمة أو شبكات متخفية بين المجتمع الأمريكي. ويأتي ذلك بعد تحذيرات من هجمات سيبرانية أو عمليات اغتيال موكلة بمثولها عبر وسطاء
2. ردع محسوب وليست دعوة للحرب
التغيير يستهدف تعزيز جهوزية الرد في حال وقوع هجوم فعلي، دون أن يعني الدخول في حرب مفتوحة. هذا يعبر عن استراتيجية تعتمد على وقف تصاعد التهديدات قبل أن تبلغ ذروتها، مع الحفاظ على توازن الرد، خاصة أن إيران لم تعلن نية استهداف أميركي مباشر، بل لم تنفِ ذلك أيضًا.
السياق التاريخي: سجل سابق لإيران
• إيران سبق وأن خططت لمنفذي اغتيالات في الولايات المتحدة، مثل مخطط اغتيال دونالد ترامب وبولتون ومناشط إيرانية أميركية، ما يكشف عن تجربة طويلة في استخدام شبكات معقدة .
• كما لجأت إلى انتهاج هجمات إلكترونية ضد أهداف مدنية وأمنية أميركية على مدى أعوام، ما يزيد من وجاهة هذا التحرك الأمني.
هل تجرؤ على ذلك؟
نعم، هناك احتمال مرتفع لشن هجمات إرهابية أو سيبرانية من إيران داخل الولايات المتحدة.
الخيار الإيراني سيكون عبر أدوات دقيقة ومعقدة (خلايا نائمة أو عملاء مستقلين)، وليس عبر عمليات عسكرية علنية.
بناءً عليه، يرى "FBI" و"Homeland Security" أن التهديد يتطلب تكثيف التركيز الأمني وتخصيص موارد جديدة للتصدي له.
والإجراءات الحالية – من نقل للموظفين إلى تعزيز القدرات الأمنية وتنسيق مع السلطات المحلية – كلها مؤشرات على إدارة المخاطر بأسلوب مواجهة مستقبلية محسوبة.