الهجوم الأميركي يشير إلى تغير في السياسة الأميركية

انا بريكسي – صحافة عبرية

2025.06.23 - 08:40
Facebook Share
طباعة

فجر اليوم، وللمرة الأولى منذ بدء عملية "شعب كالأسد"، شاركت الولايات المتحدة رسمياً في هجوم واسع النطاق على البنى التحتية النووية للنظام في طهران، وبصورة خاصة، منشأة فوردو ونتانز وأصفهان. والمقصود خطوة غير مسبوقة تؤشر إلى تغيير في السياسة الأميركية إزاء إيران، وإلى الانتقال من الامتناع من المواجهة المباشرة إلى التدخل المباشر والدقيق.


وهنا تُطرح الأسئلة الأساسية: هل المنشآت التي هوجمت توقفت عن العمل بالكامل؟ وهل مخازن التخصيب تضررت بصورة تعطل مساعي التخصيب في المستقبل المنظور؟


وبالإضافة إلى الأسئلة التقنية، تُطرح أسئلة جيوسياسية أعمق: كيف سيردّ النظام الإيراني؟ هل سيكون رداً مباشراً؟ أم سيستخدم أذرعه في شتى أنحاء الشرق الأوسط؟


صورة الوضع في ساحات الأذرع تدل على مدى حساسية الوضع على الأرض: فعلى الحدود الشمالية، حزب الله في حالة تأهُّب عالية، والدولة اللبنانية تحاول بكل قدرتها منْع حدوث تدهوُر يجر البلد كله إلى داخل المواجهة.


والحوثيون في اليمن يهددون باستنئاف الهجوم على السفن الأميركية في البحر الأحمر، وهو تهديد معروف في المعارك السابقة، لكنه اليوم يمكن أن يتحقق بسرعة. وفي العراق، تبدو الميليشيات الموالية لإيران مستعدة للانضمام إلى المعركة على نطاق واسع للرد على التدخل الأميركي.


والسؤال المطروح في إسرائيل: هل نحن على أبواب حرب مستمرة؟ وهل الهجوم الأميركي سيردع طهران أم سيؤدي إلى تصعيد لا يمكن السيطرة عليه؟


ثمة سؤال آخر: هل هذا بداية مسار داخلي في داخل إيران بحد ذاتها؟ وهل الضغط العسكري الخارجي الذي لم يعد إسرائيلياً فقط، بل أيضاً أصبح أميركياً، قادر على تقويض استقرار النظام؟ في هذه المرحلة لا توجد مؤشرات واضحة، لكن من المبكر الحكم على الموضوع.


في جميع الأحوال، بعد هذه الليلة، دخل الشرق الأوسط مرحلةً جديدة، وجرى خلْط الأوراق، والخطوات اللاحقة التي ستتخذها إيران والولايات المتحدة وإسرائيل لن تحدد فقط مصير المواجهة الحالية، بل أيضاً مسار المنطقة برمّتها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6