أميركا وضربة "تكتيكية" على إيران: الحسابات العسكرية والسياسية تقف عائقًا أمام التصعيد

بقلم: بلال بلبسي | رام الله المحتلة

2025.06.22 - 09:59
Facebook Share
طباعة

 ترى مصادر اسرائيلية نشرت رايها في عدد من الصحف ومراكز البحث الاسرائيلية الرصينة انه في ظل الانكشاف العميق الذي تعيشه الخريطة العسكرية والسياسية والاقتصادية للولايات المتحدة، يبدو أن أي توجه نحو حرب مفتوحة مع إيران بات خارج نطاق الحسابات الأميركية. ما شهدته الليلة الماضية من ضرب أميركي، هو ضرب محدود عبر الطيران، أكثر تكتيكيًا منه تحولًا إلى مواجهة تشمل شدّ الحبال.
وترى ايضا بان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قام بتضخيم أثر الضربة إعلاميًا، لكن ما حدث على أرض الواقع يشي بعكس ما بثّ من تهويل. الهدف الأبرز من هذه العملية كان دعم اسرائيل ، وتأجيج الضغط على طهران لاستعادة طاولة المفاوضات، والقبول باتفاق نووي جديد يفرض شروط إدارة ترامب.
إسرائيل تحت الضغط: نقص صواريخ واعترف رسمي
في موازاة العملية، كشفت تصريحات رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، خلال مقابلة مع قناة 11 العبرية وبحضور آيلا حسون، عن أزمة حقيقية في مخزون الدفاع الجوي الإسرائيلي. فالحديث العلني عن نفاد صواريخ "حيتس" (تكلفة الواحدة نحو 2 مليون دولار) وصواريخ "ثاد" (بتكلفة تفوق 12 مليون دولار لكل صاروخ)، يعكس عمق الأزمة التي تعيشها منظومة الردع الإسرائيلية.
نتنياهو حاول طمأنة جمهوره، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستتكفل بتزويد الجيش الإسرائيلي بما يلزمه، لكن الواقع على الأرض يشير إلى أزمة مستمرة.
"إسرائيل" تئن: اقتصاد مشلول ومطالبات بالاستقالة
الوضع في الكيان الإسرائيلي قريب من الكارثة. الناس باتوا يعيشون نهارهم ولياليهم في الملاجئ، بينما الاقتصاد يلفظ أنفاسه الأخيرة؛ الناتج المحلي يشهد توقفًا شبه تام، فقطاع السياحة والأعمال يتعرض لضربات قاسية. في ظل ذلك، تصاعدت المعارضة الداخلية، وتحوّل رمزياً أول مطالب بالاستقالة لنتنياهو، ما يعكس هزيمة مدوية للقيادة الإسرائيلية في الجولة الحالية.
في هذا السياق، كان تدخل البيت الأبيض أداة إعادة التوازن. الضربة الجوية الأميركية جاءت كمؤشر على دعم استراتيجي لإسرائيل، وحاولت من خلال تهدئة المسار، الإيحاء بأن الولايات المتحدة لا تزال تسعى لإنهاء اللعبة بعيدًا عن التصعيد الكامل. وفي كلام الرئيس ترامب الأخير، تكرارة لدعوة إيران للتفاوض، دلالة واضحة على رغبة أميركية في التراجع عن العمل العسكري الكاسح.
خيارات أميركا لاتزال مقتصرة على الضغط وإجبار إيران على العودة لطاولة المفاوضات؛ دون خيار لغزو بري أو استهداف النظام بشكل مباشر.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 5