شهد ملعب الفيحاء في العاصمة السورية دمشق حالة من الفوضى والتوتر أثناء مباراة كرة القدم التي جمعت بين فريقي الفتوة والوحدة، في مشهد حبس الأنفاس وأثار قلق الجماهير والمراقبين على حد سواء.
البداية كانت عادية إلى حد ما، حتى بدأت قرارات التحكيم تثير غضب جمهور فريق الفتوة، الذين اعتبروا أنها تصب بشكل واضح في مصلحة الفريق المنافس. وسرعان ما تصاعدت حدة التوتر على المدرجات، حيث علت الهتافات والاعتراضات، وبدأت الأمور تخرج عن السيطرة تدريجيًا.
وفي لحظة مفصلية أثارت جدلاً واسعًا، قام أحد أفراد الأمن العام المتواجدين في منصة الجماهير بإطلاق رصاص تحذيري في الهواء، في محاولة منه لاحتواء الفوضى وردع التصعيد. غير أن هذا التصرف، بدلاً من أن يهدئ الأوضاع، تسبب في حالة من الذعر والاضطراب بين المشجعين، الذين فوجئوا بإطلاق النار فوق رؤوسهم داخل منشأة رياضية من المفترض أن تكون آمنة ومهيأة لاستقبال العائلات.
هذا الحادث سلط الضوء على إشكالية تتكرر في بعض الفعاليات الرياضية، وهي تداخل الأدوار بين المسؤولين الأمنيين وبعض الأطراف المرتبطة بالأندية أو الجماهير، ما يفتح الباب أمام تصرفات غير مدروسة قد تقود إلى نتائج كارثية.
الضابط الذي أطلق النار، وفق ما تم تداوله، كان في السابق ضمن رابطة مشجعي أحد الأندية، ثم انتقل إلى موقعه الأمني، ما يثير التساؤلات حول مدى حياديته في مواقف كهذه، وإلى أي مدى يمكن أن تؤثر الخلفيات الشخصية أو الميول الرياضية على سلوك الأفراد في مواقع المسؤولية.
وفي ظل هذه الأحداث، تمكّنت العناصر الأمنية الأخرى من تهدئة الأجواء والسيطرة على الموقف، ومنع وقوع مواجهات مباشرة بين الجماهير، وهو ما جنب الملعب انفجارًا كان يمكن أن يتطور إلى ما هو أسوأ.
هذا الحادث يفتح باب النقاش مجددًا حول ضرورة الفصل التام بين العمل الأمني والانتماءات الشخصية أو الرياضية، ويدعو إلى تعزيز معايير المهنية والانضباط في مثل هذه الفعاليات الجماهيرية. كما يؤكد على أهمية اتخاذ خطوات وقائية وتنظيمية أكثر صرامة لتجنب تكرار حوادث مشابهة، وحماية سلامة الجمهور.