جفاف الخابور يهدد ريف الحسكة بالانهيار

2025.06.18 - 01:32
Facebook Share
طباعة

 في مشهد يتكرر كل صيف، تعيش مناطق ريف الحسكة أوضاعاً صعبة بسبب انقطاع جريان مياه نهر الخابور، ما يهدد بكارثة بيئية وصحية متفاقمة، وسط عجز واضح في الاستجابة والدعم من الجهات المعنية.

يُعد نهر الخابور شريان الحياة في المنطقة، إذ يعتمد عليه السكان في الشرب والزراعة وريّ المحاصيل الصيفية، لكن استمرار قطع المياه الواصلة من النهر، بالتزامن مع توقف الضخ من محطة علوك، فاقم من معاناة الأهالي، وخصوصاً المزارعين الذين يواجهون تحديات كبيرة في موسم الخضار الصيفي، أحد أهم مصادر رزقهم.

اضطر العديد من المزارعين لاستخدام المياه المتبقية في مجرى النهر، وهي مياه غير صالحة للشرب أو الزراعة، ما يهدد بتلويث المحاصيل وانتشار أمراض خطيرة مثل الكوليرا وغيرها من الأوبئة. ومع تدهور البنية التحتية الصحية في الريف، وغياب حلول فعلية، فإن المخاطر على السكان تتضاعف يوماً بعد يوم.

رغم إعلان الجهات المختصة عن قرارات جديدة لدعم الزراعة الصيفية، فإن هذه القرارات لم تلقَ ترحيباً لدى المزارعين الذين اعتبروها "غير كافية" و"بعيدة عن الواقع"، مطالبين بخطوات أكثر فاعلية، كضمان توفير مياه الري النقية، وتقديم دعم مباشر يشمل البذور والأسمدة والوقود.

الوضع البيئي أيضاً لا يقل خطورة، إذ إن جفاف نهر الخابور أدى إلى تراجع التنوع الحيوي وتدهور التربة، وتحول أجزاء واسعة من ضفاف النهر إلى مناطق جرداء. ومع اشتداد الحرارة وغياب الأمطار، باتت المنطقة مهددة بعواصف غبارية وجفاف طويل الأمد.

من جهتهم، يطالب الأهالي والمزارعون بإعادة تدفق المياه ومنح المنطقة حصتها العادلة، ووقف السياسات التي تحرم السكان من مواردهم الطبيعية. كما يدعون الجهات المحلية والدولية إلى التدخل العاجل قبل أن يتحول الوضع إلى كارثة شاملة تطال البشر والأرض معاً.

الوضع الحالي في ريف الحسكة يكشف هشاشة البنية المائية والزراعية في المنطقة، ويؤكد الحاجة إلى تحرك جاد وخطط مستدامة تضمن الأمن المائي والغذائي، خاصة في ظل استمرار التحديات السياسية والبيئية. فبدون الماء، لا زراعة ولا حياة، والخابور الجاف اليوم هو إنذار لما قد يأتي غداً إن استمر الإهمال.

 

 

 

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 8