فوضى أمنية في قدسيا: اعتداء يُشعل غضباً شعبياً

سامر الخطيب

2025.06.18 - 01:15
Facebook Share
طباعة

 شهدت منطقة قدسيا بريف دمشق حادثة مؤسفة أثارت جدلاً واسعاً، بعد أن أقدمت مجموعة مسلحة على الاعتداء بالضرب وإطلاق النار على أفراد عائلة تنحدر من محافظة دير الزور، في تصرف اعتُبر خارجاً عن الأطر الرسمية لأي جهة أمنية.


تعود تفاصيل الحادثة إلى مساء يوم 16 حزيران 2025، حيث بدأ الخلاف بمشادة كلامية بسيطة بين شابين في أحد أحياء المنطقة السكنية الضيقة، إثر قيادة أحد الفتية دراجة نارية بسرعة كبيرة وسط الحي، ما تسبب بانزعاج الأهالي، خاصة من العائلات التي كان أطفالها يلعبون في المكان. المشادة تطورت سريعاً إلى شجار، وانتهت بمحاولة أحد أقارب الفتى الدخول إلى منزل العائلة وهو يحمل مسدساً، مطلقاً عبارات استفزازية أثارت توتراً شديداً.


لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، إذ حضرت لاحقاً مجموعة من نحو سبعة مسلحين، بعضهم مدجج بأسلحة رشاشة، وادعوا انتماءهم إلى جهة أمنية. قامت المجموعة بالاعتداء على والد الطفل وعمه، ما أدى إلى إصابة الأخير بطلق ناري في القدم وضربات على الرأس، بينما أصيب والد الطفل بجروح طفيفة. وقد رافق الاعتداء إطلاق نار عشوائي، أثار الذعر بين سكان الحي، الذين تفاجأوا بحجم العنف المستخدم في مواجهة مدنيين عزّل.


في وقت لاحق، تدخلت قوة رسمية حضرت إلى الموقع، حيث عملت على ضبط الوضع وأطلقت النار في الهواء لتفريق المتجمهرين، كما قامت باعتقال بعض المشاركين في الاعتداء، بالإضافة إلى عدد من الشبان الذين تواجدوا في المكان. وتم إسعاف المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، ثم نُقلوا لاحقاً إلى مركز الشرطة لاستكمال التحقيق، قبل أن يتم الإفراج عنهم في اليوم التالي.


وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن المجموعة التي نفذت الاعتداء رغم انتمائها إلى جهة أمنية، إلا أنها تصرفت من تلقاء نفسها وخارج أي تكليف رسمي. وقد جرى تجريد عناصرها من السلاح وإحالتهم إلى التوقيف، بانتظار اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.


العائلة المعتدى عليها أكدت التزامها بالقانون، مشددة على أنها لم تلجأ لاستخدام السلاح أو الرد بالمثل خلال الواقعة، وطالبت بمحاسبة كل من تورط بالاعتداء بشكل عادل وشفاف، بعيداً عن أي محاولات لتحوير الحادثة أو إعطائها طابعاً عشائرياً أو مناطقيًّا.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 1