حملة دير الزور: تفكيك خلايا وتحجيم نفوذ

وكالة أنباء آسيا

2025.06.17 - 11:16
Facebook Share
طباعة

 شهدت محافظة دير الزور، شرقي سوريا، حملة أمنية موسعة شنتها الأجهزة المختصة على مدى الأيام القليلة الماضية، أسفرت عن اعتقال عشرات الأشخاص المرتبطين بشبكات تهريب وتسليح ونشاطات خارجة عن القانون، وسط إجراءات مشددة وانتشار أمني واسع النطاق.


الحملة التي انطلقت من مدينة الميادين، ركزت على تتبّع خلايا نائمة مرتبطة بفصائل عسكرية غير نظامية، كانت تنشط سابقًا في المنطقة، إلى جانب شخصيات محلية متهمة بالتعاون مع ضباط وجهات نافذة في النظام السوري خلال السنوات الماضية. وبحسب ما أُعلن، فقد بلغ عدد المعتقلين 21 شخصًا حتى الآن، وسط توقعات بارتفاع الرقم خلال المراحل المقبلة من الحملة.


وترافقت عمليات المداهمة مع ضبط كميات من الأسلحة المتنوعة والذخائر، إضافة إلى مواد مخدرة وسبائك ذهبية ومبالغ مالية ضخمة. وتشير هذه المضبوطات إلى اتساع دائرة الأنشطة غير القانونية التي كانت تُمارس تحت غطاء ميليشيوي أو بحماية من شخصيات متنفذة.


تُعدّ هذه الحملة جزءًا من مرحلة أمنية بدأت بإجراءات استباقية تهدف إلى استعادة السيطرة الكاملة على مناطق شهدت انفلاتًا أمنيًا في الفترة الماضية، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد الحديث عن إمكانية تنفيذ هجمات تستهدف مواقع أو مصالح حيوية.


وقد أعلنت قوى الأمن الداخلي، مساء اليوم، عن انتهاء المرحلة الأولى والثانية من العمليات، ورفع حظر التجوال الذي فُرض مؤقتًا لتأمين نجاح العملية، مع التأكيد على استمرار الجهود في ملاحقة المطلوبين، والفارين من وجه العدالة.


يُذكر أن منطقة الميادين كانت قد تحولت خلال السنوات الماضية إلى مركز نفوذ للميليشيات المتحالفة مع أطراف إقليمية، ما جعلها ساحةً للتجاذب العسكري والاستخباراتي، قبل أن تعود تدريجيًا إلى سلطة مؤسسات الدولة عقب سلسلة تفاهمات وتسويات أمنية.


وبينما تأتي الحملة في إطار الحد من الفوضى وتعزيز سيادة القانون، يرى متابعون أنها تحمل أيضًا رسائل سياسية موجهة إلى الأطراف المحلية والإقليمية مفادها أن السيطرة الأمنية ستُفرض على الجميع دون استثناء، وأن المراحل المقبلة ستشهد مزيدًا من الإجراءات الحاسمة في مختلف أنحاء المحافظة.


التحرك الأمني هذا لاقى ردود فعل متفاوتة، بين من رأى فيه استعادة ضرورية للهيبة الأمنية في منطقة لطالما عانت من الانفلات والتسيب، وبين من حذر من أن عدم مرافقة هذه العمليات بإصلاحات قضائية واقتصادية، قد يجعل من الإنجاز الأمني مؤقتًا وغير كافٍ لمعالجة الأسباب العميقة للفوضى.


في ظل هذه المعطيات، يبقى المشهد في دير الزور مرشحًا لمزيد من التطورات، حيث يراقب الأهالي والمراقبون مسار الحملة ونتائجها على المدى المتوسط، وسط تطلعات إلى مرحلة أكثر استقرارًا وأقل ارتباطًا بالصراعات العابرة للحدود.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 6