شهدت مدينة تلكلخ في ريف حمص الغربي مؤخرًا توترات أمنية متصاعدة، ترافقت مع سلسلة من حوادث السرقة والانفلات الأمني، ما انعكس بشكل مباشر على الأوضاع المعيشية والنفسية للسكان، خصوصًا في حي الأكراد وبعض المناطق المحيطة به.
خلال الأيام الماضية، تعرض عدد من المنازل في الحي لعمليات سرقة متكررة، شملت محتويات أساسية ومقتنيات خاصة، في ظل غياب الاستقرار الأمني وتزايد حالة القلق بين الأهالي. ودفعت هذه الحوادث عددًا من العائلات، إلى مغادرة منازلها والانتقال مؤقتًا إلى مناطق مجاورة أكثر هدوءًا.
وجاءت هذه التطورات بعد أيام فقط من تصاعد التوتر الطائفي في المدينة، على خلفية أحداث دامية شهدتها قرية باروحة القريبة، حيث قُتل عدد من المدنيين في هجوم شنته مجموعات مسلحة محلية. وشكّلت هذه الحادثة نقطة تحول في المشهد الأمني بالمنطقة، مع ازدياد الاحتقان والانقسام المجتمعي.
بالتوازي مع ذلك، شهدت تلكلخ هجومًا مسلحًا استهدف حاجزًا أمنيًا على مدخل المدينة، نُفّذ من قبل مجموعات محلية مسلّحة، ويُعتقد أن الحادثة جاءت نتيجة خلافات داخلية مع أجهزة الأمن، على خلفية إجراءات مشددة طالت الحدود مع لبنان للحد من التهريب.
ورغم التداعيات السلبية التي خلفها هذا التصعيد، ساهم تدخل أمني سريع في ضبط الأمور مؤقتًا، بعد تحرّك أحد المسؤولين الأمنيين بالتنسيق مع وجهاء محليين لاحتواء التوتر، وإخراج العناصر المتورطة في حوادث السرقة من الحي، ما أعاد نسبيًا الشعور بالطمأنينة في بعض الأحياء.
في الوقت ذاته، وُضعت عدة حواجز أمنية جديدة وانتشرت دوريات متنقلة في محيط المدينة والقرى المجاورة، في محاولة لاحتواء التدهور الأمني، لا سيما في مناطق مثل القميري وعين الخضرا، التي شهدت أيضًا حوادث اعتداء متفرقة طالت ممتلكات المدنيين.
لا تزال تلكلخ تواجه وضعًا هشًا، مع استمرار حالة التوتر والخوف بين السكان، الذين يطالبون بتعزيز الأمن بشكل دائم، ووضع حد للانفلات الذي بات يهدد الاستقرار الاجتماعي والمعيشي في المنطقة. وفي ظل هذه الظروف، تبدو الحاجة ملحّة إلى حلول مستدامة تعالج جذور الأزمة، وتمنع تفاقمها في المستقبل.