عفرين تعيش اضطرابًا أمنيًا متواصلاً

سامر الخطيب

2025.06.16 - 01:41
Facebook Share
طباعة

 
تشهد منطقة عفرين شمال غربي سوريا حالة من عدم الاستقرار الأمني والاجتماعي منذ سنوات، في ظل تعقيدات المشهد العسكري والإداري وتداخل السلطات في المنطقة. ومع اقتراب عيد الأضحى، برزت مجموعة من الأحداث التي تعكس استمرار حالة التوتر، وتثير تساؤلات حول قدرة الجهات المعنية على حفظ الأمن وتوفير بيئة ملائمة للحياة الطبيعية.


إجراءات جديدة لمتابعة حركة العائدين
خلال الأسبوع الذي سبق العيد، تلقى عدد من مخاتير القرى وسائقي النقل تعميمات شفهية تطلب تزويد الجهات الأمنية بأسماء الزائرين والعائدين إلى المنطقة، ما أثار نقاشاً بين السكان حول تأثير مثل هذه الإجراءات على حرية التنقل. ورغم تداول التعليمات عبر قنوات التواصل، فإن تطبيقها جاء محدودًا في بعض المناطق فقط، نتيجة تحفظات شعبية.


اعتداءات تطال السكان والممتلكات
خلال الأيام الأخيرة، سُجلت عدة حالات اعتداء على مدنيين، منها تعرض مواطن في الأربعين من عمره للضرب والسلب أثناء حراسته لحقله ليلاً، فيما اقتحم مسلحون منزل زوجين مسنين خلال ثاني أيام العيد، ما أسفر عن إصابات وسرقة مقتنيات خاصة.


كما تسببت مشادة بين أطفال في إحدى القرى بحادثة ضرب لطفل يبلغ من العمر 11 عامًا، تلتها تهديدات حالت دون تقديم شكوى رسمية، ما يعكس استمرار التوتر المجتمعي وغياب آليات فاعلة لتسوية الخلافات المدنية.


توقيفات مرتبطة بالعودة إلى المنطقة
في أول أيام العيد، أوقفت الجهات الأمنية عددًا من الشباب العائدين إلى قراهم بعد سنوات من الغياب، بدعوى التدقيق في خلفياتهم السابقة. بعضهم أُفرج عنه في اليوم التالي، دون توجيه اتهامات محددة. الحوادث سلطت الضوء على التحديات التي تواجه العائدين، خاصة في ظل استمرار المتابعة الأمنية الدقيقة.


مراكز ونقاط تفتيش لم تغادر مواقعها
رغم الأنباء المتداولة عن مغادرة بعض الفصائل المسلحة من بلدات وقرى في ريف عفرين، فإن المشهد على الأرض يُظهر بقاء عدد من المقرات والنقاط الأمنية في مواقعها المعتادة، مع تغييرات محدودة في بعض الحواجز أو تبديل للجهات المشغّلة.


قرى ما زالت خالية من سكانها
لا تزال بعض القرى، مثل قرية "چيه" التابعة لناحية راجو، شبه مهجّرة، دون مؤشرات واضحة على قرب عودة سكانها الأصليين. ويواجه الأهالي صعوبات في الوصول إلى ممتلكاتهم، في ظل وجود مواقع عسكرية بالقرب من المنطقة، وتكرار حالات التعدي على الأراضي الزراعية والرعي غير المنظم.


سجّل من السرقات والحوادث اليومية
شهدت الأيام الماضية حالات سرقة متعددة، منها سلب مبالغ مالية وهواتف من مواطنين أثناء تنقلهم، وسرقة سيارة من داخل المدينة، إلى جانب فقدان تجهيزات من حدائق ومرافق عامة. كما أُبلغ عن سرقة معدات طاقة شمسية من مدرسة ومسجد في إحدى القرى قبيل مغادرة سكان مستقدمين إليها.


أنشطة دينية برعاية من مؤسسات خارجية
تتواصل الأنشطة الدينية والتربوية في المنطقة من خلال مؤسسات تعمل تحت إشراف منظمات دينية. شملت هذه الأنشطة حفلات تخرّج وتكريم طلاب حافظين للقرآن، وتقديم هدايا وشهادات تقديرية، في حضور وفود رسمية قدمت من مناطق مختلفة.


حرائق متكررة في الغابات الزراعية
شهدت الأسابيع الأخيرة اندلاع عدة حرائق في مناطق حراجية محيطة بعفرين، تفاوتت في حجمها، وتطلب بعضها تدخلاً من فرق الدفاع المدني المحلية، بينما عمل الأهالي في مناطق أخرى على إخماد النيران بوسائل بسيطة. أسباب هذه الحرائق ما تزال غير واضحة، إلا أن تكرارها يطرح تساؤلات حول الإجراءات الوقائية.


تعديات على الأشجار المثمرة
أفاد سكان قرى عدّة بحدوث حالات قطع واسعة لأشجار الزيتون، بعضها معمّرة، تعود ملكيتها لمزارعين من أبناء المنطقة. كما تم تسجيل أضرار ناجمة عن رعي غير منظم تسبب في تلف كروم عنب بين بساتين الزيتون. هذه الحوادث غالبًا ما تمر دون متابعة فعّالة من الجهات المسؤولة، بحسب ما يتم تداوله محليًا.


توتر اجتماعي وسط غياب الضبط الكامل
في إحدى القرى بريف بلبل، وقع شجار بين أحد السكان وعنصر مسلح اتهمه بسرقة معدات زراعية. بعد تطور الخلاف وتدخل مسلحين آخرين، اضطر بعض سكان القرية إلى مغادرتها مؤقتًا. لاحقًا، تدخلت جهة أمنية لتهدئة الموقف، ودعت الأهالي للعودة إلى منازلهم.


ختامًا...
يستمر الواقع في عفرين تحت وطأة مشهد أمني معقد، تتداخل فيه القوى المختلفة، وتُطرح فيه تساؤلات يومية حول فرص الاستقرار، وضمان الحقوق، وتهيئة ظروف تتيح عودة الأهالي وممارسة حياتهم بأمان، في منطقة ما زالت تبحث عن توازن مفقود.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 8