في مشهد يختزل تعقيدات المرحلة السورية، أثارت جريمة قتل مواطن في ريف القرداحة صباح الأحد، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس بسبب ظروف مقتله وحدها، بل بسبب تشابه اسمه الكامل مع شخصية مثيرة للجدل على المستوى الوطني: فادي صقر.
فبحسب الروايات الأولية، قُتل رجل يُدعى "فادي صقر" ونجله، خلال عملية اقتحام أمنية لمنزلهما في قرية بسين التابعة للقرداحة، بعد مقاومة قيل إنها تطورت إلى تبادل إطلاق نار. وتضاربت الروايات حول ما إذا كان الأب قد قُتل على يد القوة المهاجمة، أم برصاص نجله، بينما أشارت بعض المصادر إلى أن الابن أقدم على الانتحار خلال المداهمة. كما اعتُقلت زوجة الرجل واقتيدت إلى جهة مجهولة، وسط تكهنات بأن هناك محاولة لصياغة سردية رسمية لما جرى، قبل عرضه على الرأي العام.
لكن الضجة الحقيقية بدأت عندما انتشرت أنباء تفيد بأن القتيل هو "فادي صقر"، الاسم المرتبط بماضي أمني دموي في دمشق، والمعروف بأنه كان من أبرز قادة المجموعات المسلحة الموالية، ومتهم بالضلوع في مجزرة حي التضامن، والإشراف المباشر على بعض عمليات القصف التي طالت مخيم اليرموك والحجر الأسود. كما تربطه تقارير بانتهاكات واسعة، من بينها الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري.
سُرعان ما تبيّن أن الضحية ليس هو "فادي صقر" المعروف، بل شخص آخر يحمل الاسم نفسه. لكن الخلط بين الشخصين فجّر موجة غضب وسخرية في آن.
تشابه الأسماء كشف فجوة عميقة بين تطلعات الناس نحو العدالة، والواقع الذي يفرض تبرئة أو حماية شخصيات متهمة بارتكاب مجازر، في حين لا يجد أبرياء أو مدنيون هامشاً للنجاة من العنف اليومي.
وبينما يستمر النزف السوري، تشير الإحصاءات إلى مقتل 768 شخصاً منذ مطلع العام الحالي نتيجة التصفيات والسلوكيات الانتقامية، بينهم 729 رجلًا، 26 سيدة، و13 طفلًا، في مختلف المحافظات. كثير من هذه الجرائم تمّت على خلفية الانتماء الطائفي أو الخصومات القديمة، في ظل استمرار الإفلات من العقاب وتآكل منظومة العدالة.