الجنوب السوري تحت نار التصعيد الإسرائيلي

سامر الخطيب

2025.06.16 - 12:43
Facebook Share
طباعة

 يشهد الجنوب السوري، وتحديدًا في محافظتي درعا والقنيطرة، تصعيدًا ملحوظًا في وتيرة التحركات العسكرية الإسرائيلية خلال النصف الأول من شهر حزيران الجاري، في تطور نوعي من حيث الشكل والمضمون. فقد شملت العمليات سلسلة من التوغلات البرية، والمداهمات، والاعتقالات، إضافة إلى استهدافات جوية وبرية طالت مواقع عسكرية وأحياء مدنية.


أبرز هذه العمليات تمثل في اقتحام بلدة بيت جن بريف دمشق الجنوبي الغربي بتاريخ 12 حزيران، عبر عملية معقدة نُفذت من عدة محاور، بمشاركة طائرات مسيّرة ووحدات برية، وأسفرت عن مقتل مدني واعتقال عدد من الأشخاص. وتُعد هذه العملية الأولى من نوعها التي تشهدها المنطقة هذا العام.


على امتداد الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، رُصدت تحركات عسكرية متكررة، شملت نصب حواجز مؤقتة، عمليات تفتيش قسرية، انتشار مدرعات، واستخدام طائرات استطلاع. كما سُجّلت حالات إطلاق نار مباشر وقنابل إنارة، ما تسبب بحالة من الذعر في صفوف الأهالي، وسط غياب تام للقوات المحلية وعدم تدخل الأجهزة الأمنية السورية.


ووفق متابعين ميدانيين، فقد تم توثيق 14 عملية توغل بري إسرائيلية منذ بداية حزيران، توزعت على قرى وبلدات في ريفي درعا والقنيطرة، شملت بلدات مثل جباتا الخشب، كودنة، الرفيد، القحطانية، والمشيرفة. بعض هذه العمليات رافقتها اعتقالات، وعمليات تمشيط، وإغلاق مؤقت للطرقات، في حين شهدت مناطق أخرى عمليات مراقبة ونشر نقاط ثابتة.


ولم تقتصر التحركات الإسرائيلية على الجانب البري فقط، بل شملت أيضاً ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية في ريف دمشق، درعا، والقنيطرة. طالت هذه الضربات مراكز تابعة لقوات النظام السابق، ومواقع يعتقد أنها تُستخدم لتخزين أو نقل أسلحة. وشهد يوم 4 حزيران أعنف هذه الهجمات، حيث استُهدفت مواقع في تل الشعار، الفوج 175، وتل الشحم، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية.


في الوقت نفسه، استُخدمت المدفعية الإسرائيلية في قصف أراضٍ مفتوحة وقرى قريبة من خطوط التماس، دون أن تسفر عن خسائر كبيرة، لكنها زادت من حدة التوتر وأثارت المخاوف لدى السكان من احتمالات اندلاع مواجهات أوسع.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 8