اغتيال إمام في حماة يهز الشارع السوري

سامر الخطيب

2025.06.14 - 11:48
Facebook Share
طباعة

 شهدت مدينة حماة يوم أمس الجمعة حادثة أمنية خطيرة أثارت موجة واسعة من الاستياء والغضب في الأوساط الدينية والاجتماعية، بعد مقتل إمام وخطيب جامع الصالحين في المدينة، عقب أدائه صلاة الجمعة مباشرة.


الجريمة وقعت في وضح النهار، عندما استدرج شخصان مجهولان الإمام إلى خارج المسجد بعد طلبهما منه عقد قران، مدعين حاجتهما لإتمام الزواج بشكل عاجل. ووفقاً لما جرى تداوله، فقد غادر الإمام المكان برفقة ابنه لمساعدتهما، ليتوقف الشابان لاحقاً بحجة نفاد الوقود من دراجتهما النارية. وما إن اقترب منهما الإمام حتى أطلق أحدهما النار عليه من مسافة قريبة، ما أدى إلى مقتله على الفور. بعد تنفيذ الجريمة، قام الجانيان بسرقة دراجة الإمام وتهديد ابنه قبل أن يلوذا بالفرار إلى جهة مجهولة.


أثار الحادث ردود فعل غاضبة من سكان المدينة الذين عبّروا عن صدمتهم مما وصفوه بـ"اعتداء مباشر على رموز دينية ومكانة المساجد"، معتبرين أن هذه الجريمة تمثل تصعيداً خطيراً في حالة الانفلات الأمني التي تعيشها بعض المناطق، وتضع المجتمع أمام تساؤلات مقلقة حول دوافع مثل هذه العمليات وأهدافها.


الشارع المحلي طالب بسرعة التحرك لضبط الجناة وكشف ملابسات الجريمة، وسط تحذيرات من خطورة تكرار مثل هذه الحوادث واستغلالها في تأجيج التوترات الدينية أو المجتمعية، لا سيما في مناطق سبق أن شهدت صراعات محلية وتصفية حسابات.


حادثة اغتيال الإمام في حماة تأتي في ظل تصاعد ملحوظ لحوادث العنف والاغتيالات في مختلف المحافظات السورية خلال العام 2025. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة أعمال تصفية وانتقام منذ بداية العام بلغ 757 شخصاً، بينهم رجال ونساء وأطفال، موزعين على مناطق عدة في البلاد.


وتبرز محافظات حمص، حماة، وريف دمشق في صدارة المناطق التي شهدت النسبة الأكبر من هذه العمليات، والتي تنوعت أسبابها ما بين دوافع انتقامية وخلافات محلية، وأخرى ذات طابع طائفي، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني، حتى في المدن التي كانت تعتبر أكثر استقراراً نسبياً.


في ظل هذه الظروف، تتصاعد الدعوات إلى ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية وتفعيل المساءلة والمحاسبة، وعدم السماح للجناة بالإفلات من العقاب، خصوصاً في الجرائم التي تمس رموزاً دينية ومجتمعية، وتشكل تهديداً مباشراً للنسيج الاجتماعي.


ولا يزال الغموض يلف هوية الفاعلين ودوافعهم، بينما تبقى عيون أهالي حماة وسائر السوريين معلّقة على ما ستسفر عنه التحقيقات، في وقت بات فيه الأمن الشخصي واحداً من أكبر التحديات التي تواجه الحياة اليومية في البلاد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 5