بعد الهجوم على منشأة نطنز النووية في إيران: هل خطر الإشعاع يهدد العراق وسوريا ولبنان؟

2025.06.14 - 07:21
Facebook Share
طباعة

أثارت الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشأة نطنز النووية في وسط إيران مخاوف واسعة في المنطقة، خاصة بعد إعلان السلطات الإيرانية عن تسجيل تلوث إشعاعي موضعي داخل المنشأة، دون تسرب خارجي معلن حتى الآن.
وبحسب المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فإن التسرب الإشعاعي محصور داخل المنشأة نتيجة أضرار لحقت ببعض أجهزة الطرد المركزي، نافيًا أي انتشار إشعاعي إلى خارج حدود المجمع النووي.


ما طبيعة المنشأة المستهدفة؟
منشأة نطنز النووية هي إحدى أهم مواقع تخصيب اليورانيوم في إيران، وتحتوي على آلاف أجهزة الطرد المركزي. وهي لا تشبه المفاعلات الحرارية التي شهدت انفجارات كارثية في حوادث تاريخية مثل تشيرنوبيل (1986) أو فوكوشيما (2011)، لأنها لا تعتمد على تفاعلات نووية حرارية.
وبالتالي، فإن احتمالية حدوث انفجار نووي واسع النطاق ضئيلة جداً، ولكن يبقى القلق من انتشار غبار أو مواد مشعة في حال لم يتم احتواء الضرر داخل المجمع.


المسافة من نطنز إلى دول الجوار:
العراق: 500 إلى 1,000 كم، حسب الموقع الجغرافي (البصرة أقرب، الموصل أبعد).
سوريا (دمشق): نحو 1,400 كم.
لبنان (بيروت): قرابة 1,600 كم.


هل هناك خطر على العراق وسوريا ولبنان؟
حتى الآن:
لم تُسجّل أي ارتفاعات في مستويات الإشعاع في أي من دول الجوار.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) أعلنت أن "لا مؤشرات على تسرّب خارجي" حتى الآن، وأن أجهزة الرصد التابعة لها لم ترصد أي إشعاع في المناطق المحيطة بنطنز.
لكن الخطر المحتمل يعتمد على ثلاثة عوامل:
1. اتجاه الرياح:
إذا تغيرت الرياح وبدأت تهب غرباً، فقد تنقل غباراً مشعاً نحو العراق وربما سوريا. الرياح حالياً تتحرك باتجاه الشرق والجنوب الشرقي، مما يُبعد التهديد عن المنطقة العربية مؤقتًا.
2. حجم التسرب:
إذا كان التسرب أكبر مما تعترف به إيران، أو إذا فشلت في احتوائه خلال الأيام المقبلة، فإن فرصة التلوث العابر للحدود تزداد.
3. مدة استمرار التلوث:
كلما طال زمن التسرّب، زاد احتمال انتقاله مع تيارات الجو العالية إلى مسافات بعيدة.


تقييم مستوى الخطورة:
الدولة مستوى الخطر الحالي التعليق
العراق منخفض – قيد المراقبة بعض مناطقه قريبة نسبيًا. يوصى بمتابعة الأرصاد الجوية والبيئية.
سوريا منخفض جدًا لا مؤشرات حالية للتهديد. مراقبة الأوضاع مستمرة.
لبنان شبه معدوم بعيد جدًا جغرافيًا، والتأثيرات غير مرجحة مبدئيًا.


هل يجب اتخاذ احتياطات؟
لا توجد تعليمات رسمية بخصوص اتخاذ إجراءات وقائية حتى الآن. لكن يُنصح السكان في دول الجوار بـ:
متابعة الأخبار من مصادر موثوقة (مثل وكالة الطاقة الذرية أو الجهات البيئية المحلية).
عدم الانجرار وراء الشائعات على وسائل التواصل.
التحضير النفسي لاحتمال اتخاذ إجراءات احترازية بسيطة إذا تطورت الأحداث، مثل:
إغلاق النوافذ في حالة تحذير من غبار مشع.
تجنب مياه الأمطار المفتوحة في حال الرصد الإشعاعي.
تأمين مياه شرب نظيفة.


الختام:
لا تزال تطورات الحدث في نطنز قيد المتابعة الدولية، لكن المعلومات الحالية تشير إلى أن التسرب الإشعاعي محصور داخل الموقع، ولا يشكل خطرًا مباشرًا على العراق أو سوريا أو لبنان في الوقت الراهن.
إلا أن تطور الأوضاع العسكرية أو فشل تقني في احتواء المواد المشعة قد يغيّر التقييم لاحقًا، ما يستدعي استمرار المراقبة الدقيقة والمهنية للحدث من كافة الأطراف. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4