كشف خبير أميركي مختص بشؤون الشرق الأوسط أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "وقع فريسة لأكاذيب الموساد ونتنياهو"، حيث أخبروه ان ما فعلوه في لبنان يمكنهم تكراره في ايران. حيث لن تستطيع ايران الرد على المصالح الاميركية بعد الهجوم، ما دفعه إلى المشاركة بشكل غير مباشر في عملية عسكرية تم التحضير لها بعناية، عبر خطوات تضمنت مسرحية إبعاد مستشاره للأمن القومي، بحجّة معارضته للخيارات العسكرية ضد إيران.
وبحسب الخبير فإن ترامب لم يكن ضحية تضليل فقط، بل شارك عن سابق تصور وتصميم في التمهيد للهجوم من خلال مسرحية سياسية أوحت بوجود خلاف جذري بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما ساهم في تضليل التيار الإصلاحي داخل إيران، الذي كان يُراهن على انفتاح تجاه الغرب وإبداء مرونة في قضايا التفتيش النووي.
"واشنطن دفعت الثمن... والحرب الكبرى قادمة"
وتابع جيمس كورتيس جونيور، أستاذ العلوم السياسية وخربج جامعة شيكاغو، إن ما يجري الآن هو "نتيجة مباشرة للعب نتنياهو الشخصي بالنار، وهو لعب سيُدخل الولايات المتحدة في حرب طويلة ومكلفة مع إيران".
وأضاف:
> "الضربة الأخيرة لم تكن مجرد عملية عسكرية، بل إهانة سيادية أصابت كرامة الدولة الإيرانية، نظامًا وشعبًا. و ما فعله ترامب كان ما حذّر منه المرشد الأعلى علي خامنئي مرارًا، حين قال إن الثقة بواشنطن خداع للذات."
"الفرصة التاريخية للتيار المتشدد"
ورأى كورتيس أن التطورات الحالية من شأنها أن تعيد إحياء التيار المتشدد داخل إيران على المستوى الشعبي بحيث سوف يطالب معظم الشعب الايراني بمن فيهم طلاب الحرية من الديمقراطيين وانصار الهوية الغربية لايران بالانتقام لشرف الأمة، معتبرًا أن "الحرب الكبرى، التي باتت شبه مؤكدة، ستُمنح غطاءً شعبيًا للنظام المتهاوي والمنهار شعبيا، تحت شعار مقاومة العدوان والكرامة الوطنية".
ويعتقد الاكاديمي الاميركي أن التيار المتشدد سيستخدم هذه اللحظة لتثبيت النظام وتحويل الصراع مع إسرائيل وأميركا إلى "حرب وطنية إسلامية شاملة" يصعب على الداخل الإيراني معارضتها.
ترامب يراهن على إنهاك إيران... والخطأ سيتكشّف سريعًا
وبحسب المصادر ذاتها، فإن ترامب يعتقد أن الضربة الإسرائيلية كافية لإخراج إيران من المعادلة العسكرية لفترة طويلة، وأن النظام في طهران لن يكون قادرًا على خوض حرب استنزاف طويلة الأمد.
لكن الخبراء حذّروا من أن "الساعات القليلة المقبلة ستُظهر بوضوح أن هذا الرهان خاطئ، وأن قدرات إيران العسكرية لا تزال قائمة وقادرة على المفاجأة في الميدان".
لا مفاوضات في الأفق
وحول ما إذا كانت واشنطن قادرة على دفع إيران للعودة إلى طاولة التفاوض، لا سيما في مسقط، أجاب المصدر:
> "هذا مستحيل. وزير الخارجية الإيراني لن يجرؤ حتى على النطق بكلمة مفاوضات في هذه المرحلة. أميركا باتت طرفًا مباشرًا في الحرب، وإيران ستردّ – ليس فقط بالصواريخ، بل بعمليات برية حيث تكمن قوتها، وهي القوة التي لا يمكن صدّها إلا بتدخل عسكري من دول مثل تركيا لحماية إسرائيل." فهل يتخيل أي عاقل ما سيحصل للشرق الاوسط ومصالح اميركا فيه اذا ما دخل حلف الاطلسي عبر اميركا وتركيا في حرب للدفاع عن اسرائيل؟؟