في أولى المواقف الرسمية عقب الضربات العسكرية التي نفذتها إسرائيل ضد منشآت نووية وعسكرية داخل إيران، تباينت ردود الفعل بين طهران وواشنطن وتل أبيب، وسط مؤشرات على تصعيد خطير في المنطقة.
خامنئي: العقاب قادم
المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيد علي خامنئي، توعّد إسرائيل بردّ قاسٍ على الهجوم، واصفًا العملية بأنها "جريمة لن تمرّ دون عقاب". وقال في خطاب له صباح اليوم:
> "النظام الصهيوني ارتكب عدوانًا غادرًا، وعليه أن يتوقع ردًا شديدًا. لقد أعددنا مصيرًا مريرًا لهذا الكيان، ولن تمرّ هذه الجريمة من دون حساب."
وشدد خامنئي على أن القوات المسلحة الإيرانية في "حالة جهوزية كاملة"، معتبرًا أن استهداف العلماء والقادة العسكريين "لن يضعف إيران، بل سيزيدها إصرارًا على مواجهة المشروع الصهيوني".
بومبيو: لا علاقة لواشنطن
في المقابل، سارع وزير الخارجية الأميركي الأسبق، مايك بومبيو، إلى نفي أي تورط للولايات المتحدة في العملية، مؤكدًا أن القرار كان إسرائيليًا بالكامل. وقال في تصريحات صحفية:
> "لم تكن هناك مشاركة أميركية في تنفيذ الضربة، لا على مستوى التخطيط ولا التنفيذ. نركز حاليًا على حماية قواتنا ومصالحنا في المنطقة."
وأشار بومبيو إلى ضرورة "ضبط النفس وتجنّب التصعيد"، مضيفًا أن واشنطن "لا ترغب في حرب مفتوحة، بل في احتواء الخطر الإيراني ضمن الأطر الدبلوماسية".
نتنياهو: الضربة دفاع عن النفس
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد تبنّى العملية بشكل صريح، واعتبرها "خطوة ضرورية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي". وقال في مؤتمر صحافي عقده صباح اليوم في تل أبيب:
> "إسرائيل ستفعل ما يلزم للدفاع عن نفسها. العملية التي أطلقناها ستستمر طالما تطلب الأمر لضمان أمن شعبنا."
وأكد نتنياهو أن استهداف مواقع التخصيب والقدرات الصاروخية الإيرانية جاء بناءً على "معلومات استخبارية دقيقة"، مشددًا على أن "التهديد الإيراني لم يعد يمكن تجاهله".
تصعيد مفتوح
وتأتي هذه التصريحات في ظل توتر متزايد في المنطقة، بعد استهداف منشآت استراتيجية في ناتانز، فوردو، بارشين وطهران، ما أسفر عن مقتل رئيس الأركان الإيراني، وقائد الحرس الثوري، وعدد من العلماء النوويين.
وتبقى الأنظار معلّقة على شكل الرد الإيراني، وسط دعوات دولية إلى التهدئة وتحذيرات من انزلاق الوضع نحو مواجهة أوسع.