نفذ طيران مسيّر مجهول الهوية، صباح الثلاثاء 10 حزيران، ضربتين صاروخيتين استهدفتا هدفين منفصلين في ريف محافظة إدلب شمال غربي سوريا، ما أسفر عن سقوط قتيل وعدد من المصابين، وفق ما أظهرته المعطيات الأولية.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن الطائرة المسيّرة استهدفت في الضربة الأولى دراجة نارية كانت تسير على الطريق الواصل بين بلدتي سرمدا والبردقلي، في ريف إدلب الشمالي، ما أدى إلى مقتل شخص لم تُعرف هويته حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
فيما جاءت الضربة الثانية بعد نحو ساعة، واستهدفت سيارة مدنية من نوع "كيا" بالقرب من مخيمات الكرامة في بلدة أطمة، شمال إدلب، ما تسبب بمقتل شخص آخر وإصابة أربعة أشخاص كانوا إما داخل المركبة أو بالقرب من موقع الانفجار.
ووفق المعلومات المتوفرة، فإن من بين المصابين شخص كان برفقة القتيل في السيارة، فيما أصيب الآخران أثناء وجودهما في محيط الحادث، أحدهما كان قرب محل تجاري، والآخر في موقف للحافلات المجاورة للمكان.
تبعد منطقتا الاستهداف (الدانا وأطمة) قرابة 20 كيلومترًا عن بعضهما البعض، وتقعان ضمن نطاق ريف إدلب الشمالي، الذي يشهد من حين لآخر غارات تنفذها طائرات بدون طيار تستهدف أفرادًا يُشتبه بانتمائهم إلى تنظيمات مصنفة على لوائح الإرهاب.
ولم تعلن أي جهة رسمية مسؤوليتها عن تنفيذ الضربتين، إلا أن هذه النوعية من العمليات تُنسب في الغالب إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي كثف خلال الأشهر الماضية من عملياته الجوية في مناطق شمال غربي سوريا، في سياق ملاحقة شخصيات مصنفة ضمن جماعات متشددة.
وكانت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) قد تبنت في شباط الماضي تنفيذ ضربة مماثلة في إدلب، أسفرت عن مقتل وسيم تحسين بيرقدار، الذي وُصف حينها بأنه أحد القادة البارزين في تنظيم "حراس الدين"، المرتبط بتنظيم "القاعدة".
وقالت القيادة في بيان سابق إن العمليات الجوية تأتي ضمن جهودها الرامية لتعطيل قدرات الجماعات المتطرفة، ومنعها من التخطيط أو تنفيذ هجمات ضد المدنيين أو المصالح الغربية في المنطقة.
وتزامن هذا التصعيد مع تقارير عن تحركات لعناصر تنظيم "حراس الدين" في شمال سوريا، على الرغم من إعلان التنظيم حله ذاتيًا بعد تطورات عسكرية شهدتها البلاد أواخر عام 2024، انتهت بإسقاط النظام السابق وتغيير خريطة السيطرة الميدانية.
يُذكر أن هذه الاستهدافات، رغم طبيعتها الدقيقة، تثير قلقًا في أوساط المدنيين القاطنين في مناطق المخيمات والبلدات الحدودية، نظرًا لاحتمال تكرارها وتأثيرها على السكان المحليين، خاصة في ظل غياب ضمانات لسلامتهم خلال تنفيذ هذه العمليات.