اشتباك مسلح يهدد السلم الأهلي في ريف دمشق

2025.06.03 - 11:29
Facebook Share
طباعة

 شهدت منطقة أشرفية صحنايا في ريف دمشق توترًا أمنيًا متصاعدًا خلال الساعات الماضية، عقب حادثة إطلاق نار استهدفت نقاط تفتيش تابعة للأمن العام والمارة، مما أثار مخاوف كبيرة من تصاعد العنف وتأثيره السلبي على السلم الأهلي في المنطقة.


الحادثة بدأت عندما حاولت مجموعة مسلحة، تحمل شعارًا دينيًا مرتبطًا بالطائفة الدرزية، التقدم نحو مخفر أشرفية صحنايا في محاولة اقتحامه. وأفادت مصادر محلية أن أفراد المجموعة ينحدرون من محافظتي دير الزور ودرعا، وقد استقلوا سيارة نوع "فان" تحمل رموزًا دينية، ما زاد من حالة الغموض والتوتر حول دوافع العملية.


تأتي هذه الحادثة على خلفية توقيف أحد معارف أفراد المجموعة، ما دفعهم إلى التصرف بشكل مسلح وعنيف. وبالرغم من استخدام رموز دينية، أكد أبناء الطائفة الدرزية في المنطقة أنهم ليسوا طرفًا في هذا التصعيد، مشددين على ضرورة عدم الانجرار وراء الشائعات أو تعميم الاتهامات على مكونات المجتمع، محذرين من خطورة استغلال مثل هذه الأحداث لمحاولة زرع الفتنة وإضعاف الوحدة الوطنية.


تدخلت قوات الأمن بشكل سريع وحاسم، حيث شارك في العملية عناصر من مخفري داريا وأشرفية صحنايا ووحدات الأمن العام، وتمكنت من توقيف ثلاثة من المتورطين، بينهم أحدهم من درعا برفقة اثنين من أبنائه، إضافة إلى آخرين من دير الزور.


تعكس هذه الحادثة واقعًا أمنيًا هشًا في بعض المناطق المحررة في ريف دمشق، حيث ما زالت قوى غير نظامية تنشط وتستخدم العنف كوسيلة للضغط أو لتصفية حسابات شخصية. كما أن تكرار مثل هذه الأحداث يبرز الحاجة الملحة لتعزيز الأجهزة الأمنية المحلية وتوحيد الجهود لضبط الأمن وتأمين الحماية للمواطنين بعيدًا عن التجاذبات الطائفية أو الإقليمية.


وتحذر الخبراء من أن استمرار هذه الظواهر قد يؤدي إلى تفكك النسيج الاجتماعي الذي يحتاج إلى دعم وترسيخ عبر برامج مصالحة ومبادرات مجتمعية، مع ضرورة وضع حد لاستغلال الدين في النزاعات المسلحة، ما يساهم في حماية السلم الأهلي ويمنع الانزلاق إلى صراعات أوسع وأكثر تعقيدًا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 10