احتواء توتر محدود في سهل الغاب بعد حادثة خلال مداهمة أمنية

سامر الخطيب

2025.06.03 - 11:16
Facebook Share
طباعة

 شهدت قرية البارد في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي حالة توتر محدودة، إثر حادثة وقعت خلال تنفيذ دورية أمنية لمداهمة منزل أحد المطلوبين، حيث تم تسجيل اعتداء على مقتنيات دينية تعود لأبناء الطائفة المرشدية، ما أثار استياءً في أوساط الأهالي.


ووفق ما تم تداوله محلياً، فقد تم خلال المداهمة تكسير بعض الصور والرموز الخاصة بالطائفة، إضافة إلى أضرار مادية في أثاث المنزل. الحادثة، رغم كونها فردية، دفعت عدداً من أبناء الطائفة إلى التعبير عن انزعاجهم، عبر تحرك رمزي في بلدة السقيلبية، مؤكدين على أهمية احترام الخصوصيات الدينية.


في المقابل، تحركت الجهات الأمنية بشكل سريع ومسؤول لاحتواء الموقف، وقدّم مسؤولون في الأمن العام اعتذاراً واضحاً لأبناء الطائفة، مؤكدين أن ما حصل لا يعكس توجهات أو تعليمات المؤسسة الأمنية، وأن ما جرى سيتم التعامل معه وفق الأطر القانونية، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث الفردية مستقبلاً.


وقد لاقت هذه الاستجابة ترحيباً في الأوساط المحلية، واعتُبرت دليلاً على نضج في التعاطي مع المسائل الحساسة وحرص واضح على تعزيز السلم الأهلي والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع السوري.


مسؤولية مضاعفة في بيئة متعددة
تعكس الحادثة، رغم محدوديتها، أهمية الحساسية التي يجب أن تحكم تعامل الجهات التنفيذية مع البيئات المحلية، خصوصاً في المناطق ذات التنوع المذهبي والديني. سوريا، بعد سنوات من النزاع، تمرّ بمرحلة دقيقة تستدعي توازناً عالياً في الأداء الأمني، يجمع بين تنفيذ القانون واحترام التعددية الثقافية والدينية.


التحرك السريع من جانب الأمن العام وحرصه على الاعتذار العلني ومحاسبة المتسببين، يثبت وجود توجّه مؤسساتي لضبط أي تجاوزات فردية، ومنع تحولها إلى حالات توتر مجتمعي. كما أن استجابة أبناء الطائفة جاءت في إطار حضاري ومدني، مما ساهم في تهدئة الأجواء واحتواء الحادث دون أي تصعيد.


في المحصلة، تشير هذه الواقعة إلى التحديات المتكررة التي تواجه الأجهزة الأمنية في المناطق الحساسة، لكنها تُظهر أيضاً نمطاً متقدماً في معالجة الأحداث، قائم على الشفافية والتواصل مع الأهالي، وهي خطوات ضرورية في مسار إعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7