اعتداءات مسلحة تثير الذعر في مساكن برزة بدمشق

رزان الحاج

2025.06.02 - 11:40
Facebook Share
طباعة

 شهدت منطقة مساكن برزة شمال العاصمة دمشق ليلة متوترة أمس بعد اقتحام مسلحين ملثمين للحي السكني وقيامهم باعتداءات متكررة على ممتلكات خاصة، شملت تكسير وإحراق محلات تجارية، تزامناً مع إطلاق نار عشوائي أحدث حالة من الذعر بين السكان.


الهجوم الذي وقع بعد منتصف ليل الأحد – الاثنين، استهدف محلين لبيع المشروبات الكحولية تعود ملكيتهما لأهالي من سكان الحي، أحدهما يقع وسط مساكن برزة، والثاني عند تقاطع القابون. وقد حاول بعض سكان الحي التصدي للمهاجمين، ما اضطرهم للفرار من المكان بسرعة دون التمكن من إلقاء القبض عليهم أو تحديد وجهتهم.


ويبدو أن هذه الحوادث لم تأتِ بمعزل عن التوترات المتصاعدة في عدد من أحياء العاصمة ومحيطها، حيث سجلت في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الاعتداءات المشابهة في مناطق متفرقة، كان أبرزها في بلدة سبينة بريف دمشق الجنوبي، حيث داهمت مجموعة مسلحة أحد الأعراس بحجة "البحث عن السلاح"، وسط إطلاق نار وشتائم بحق الحضور، ما خلّف حالة من الفوضى والاستياء الشعبي.


المشترك في هذه الحوادث هو طابعها الترهيبي وغياب أي توضيح رسمي للأسباب أو الجهة المسؤولة. كما يلاحظ أن الاعتداءات تستهدف في كثير من الأحيان محلات تجارية أو مناسبات مدنية دون سابق إنذار، ما يُدخل السكان في حالة من الخوف الدائم ويقوض الشعور بالأمان في مناطق يُفترض أنها تخضع لسيطرة أمنية مشددة.


مراقبون يرون أن تكرار هذا النوع من العمليات، وخصوصاً في مناطق سكنية داخل العاصمة، قد يحمل دلالات تتعلق بمحاولات فرض الهيمنة من جهات مسلحة غير نظامية، أو تمرير رسائل معينة تحت غطاء الفوضى المنظمة. في حين يعبر أهالي المناطق المتضررة عن مخاوفهم من غياب المحاسبة، وتكرار الاعتداءات دون تدخل حاسم من الجهات الرسمية.


من جهة أخرى، أظهرت الحادثة الأخيرة في برزة استياءً واسعاً بين سكان الحي، الذين أكدوا أن السكوت عن هذه التصرفات سيفتح الباب أمام تدهور أمني أوسع، خصوصاً مع تكرار مشهد المسلحين الملثمين الذين يتحركون بحرية ليلاً دون حسيب أو رقيب.


ويخشى كثيرون من أن تستمر مثل هذه الاعتداءات لتتحول إلى "واقع مألوف"، الأمر الذي سيترك تأثيرات نفسية وأمنية سلبية، ويزيد من الاحتقان الاجتماعي في ظل أزمات اقتصادية ومعيشية خانقة.


المطلوب اليوم، وفق الأصوات المحلية، هو تحرك رسمي جاد للحد من تغوّل المسلحين في الأحياء السكنية، ومحاسبة الفاعلين لضمان عدم تكرار هذه الاعتداءات التي تمس حياة المدنيين وكرامتهم، وتنسف ما تبقى من شعور بالاستقرار.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5