أزمة مياه تخنق ريف الحسكة الجنوبي

سامر الخطيب

2025.06.02 - 09:08
Facebook Share
طباعة

 في وقت تتزايد فيه درجات الحرارة وتشتد فيه الحاجة إلى المياه، تعيش منطقة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي واقعاً صعباً يتكرر كل صيف، نتيجة أزمة مياه متفاقمة تهدد الحياة اليومية لسكانها وتزيد من أعبائهم الاقتصادية والمعيشية.


يعتمد معظم الأهالي على شراء المياه من الصهاريج المتنقلة، حيث بلغ سعر خمسة براميل نحو 50 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ يفوق قدرة الكثير من العائلات في ظل الظروف الاقتصادية المتردية. وتقوم بلدية الشعب التابعة للإدارة الذاتية بتوزيع كميات محدودة من المياه بسعر أقل نسبياً، يبلغ حوالي 25 ألف ليرة، لكنها تظل غير كافية لتلبية الاحتياجات الأساسية، خاصة مع دخول فصل الصيف وازدياد الطلب.


أزمة المياه في الشدادي ليست وليدة اللحظة، بل تعود لسنوات سابقة، لكنّها باتت أكثر حدة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وغياب مصادر مياه دائمة صالحة للشرب. وتعاني مياه الآبار المنتشرة في المنطقة من نسب ملوحة مرتفعة، ما يجعلها غير صالحة للاستخدام البشري، الأمر الذي يدفع بالسكان إلى اللجوء لشراء المياه يومياً بأسعار مرهقة.


وكانت بلدية الشعب قد أعلنت العام الماضي عن مشروع لجر المياه من نهر الفرات إلى المنطقة، بهدف وضع حد لأزمة المياه المزمنة وتوفير مصدر دائم وآمن، إلا أن المشروع ما يزال متعثراً لأسباب فنية، من بينها توقف الضخ من المصدر الرئيسي. ويثير ذلك تساؤلات بين السكان حول جدية الخطط الموضوعة، وفعالية التنسيق بين الجهات المعنية لتسريع وتيرة التنفيذ.


ومع اقتراب عيد الأضحى، تزداد المخاوف لدى سكان الشدادي من تفاقم الوضع، في ظل الحاجة الإضافية للمياه خلال هذه المناسبة، سواء من أجل النظافة الشخصية أو التحضير لطقوس العيد التي تتطلب كميات أكبر من المياه.


في ظل هذا الواقع، تبرز الحاجة الملحّة لتدخلات عاجلة من قبل الجهات المحلية والمنظمات الإنسانية، لتقديم حلول مؤقتة ودائمة. فغياب الماء لا يُعدّ فقط أزمة خدمية، بل يتحول سريعاً إلى مشكلة صحية واجتماعية، تمسّ أساسيات الحياة اليومية وتعمّق معاناة الأهالي في منطقة تعاني أصلاً من هشاشة البنى التحتية وغياب الدعم الكافي.


كما أن تعزيز البنية التحتية المائية، وتوفير مضخات بديلة، أو دعم مشاريع التحلية والمعالجة، قد يكون من بين المسارات الممكنة للتخفيف من هذه الأزمة، ريثما يتم إنجاز المشاريع الكبرى المرتبطة بجر المياه من مصادر بعيدة.


وفي انتظار حلول جذرية، يبقى سكان الشدادي عالقين بين حرارة الصيف ولهيب الأسعار، بانتظار قطرة ماء تكسر العطش وتعيد لهم جزءاً من استقرارهم المفقود.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3