تحركات مكثفة للتحالف الدولي شمال شرق سوريا خلال أيار 2025

سامر الخطيب

2025.06.01 - 10:50
Facebook Share
طباعة

 شهدت مناطق شمال وشرق سوريا خلال شهر أيار نشاطاً عسكرياً لافتاً لقوات "التحالف الدولي"، وسط تصاعد في عمليات إعادة الانتشار، التدريبات العسكرية، والتنسيق الأمني مع "قوات سوريا الديمقراطية". تأتي هذه التحركات في ظل سعي متواصل لمحاصرة نشاط خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" وتعزيز الاستعدادات في القواعد العسكرية المنتشرة بالمنطقة.


تعزيزات لوجستية مستمرة وانتقال للموارد
منذ مطلع أيار، دخلت عشرات الأرتال العسكرية إلى الأراضي السورية قادمة من العراق، حيث تم تزويد القواعد العسكرية بمعدات قتالية، عربات مدرعة، أنظمة مراقبة، وصهاريج وقود. تمركزت هذه التعزيزات في قواعد رئيسية مثل قسرك، خراب الجير، الرميلان، الشدادي، وصرين، بالإضافة إلى قاعدة حقل العمر، التي تُعد الأكبر في سوريا.


وفي المقابل، شهدت بعض القواعد، وعلى رأسها حقل العمر، عمليات نقل معدات إلى مناطق أخرى، وتحديداً نحو محافظة الحسكة، ما يشير إلى نمط من إعادة توزيع القدرات داخل الأراضي السورية.


نشاط جوي متزايد
رافقت التعزيزات البرية حركة جوية نشطة، تمثلت بهبوط عدة طائرات شحن في القواعد الأمريكية محملة بمعدات عسكرية وطبية ولوجستية. كما نفذت بعض الطائرات عمليات نقل داخلية، في سياق عمليات التنظيم والتبديل اللوجستي.


تدريبات بالذخيرة الحية ومناورات مشتركة
شهدت أيار سلسلة تدريبات عسكرية اعتُبرت الأوسع منذ سنوات، حيث استخدمت الذخيرة الحية بمشاركة الطيران الحربي والمروحي. شملت هذه التدريبات قواعد في الحسكة ودير الزور، وكان الهدف منها رفع الجاهزية القتالية وتعزيز التنسيق العملياتي بين التحالف و"قسد".


تركزت المناورات في قواعد مثل حقل العمر، قاعدة قسرك، ومعسكر الطلائع في الحسكة، وتضمنت استهداف أهداف افتراضية باستخدام أسلحة متنوعة، بينها مضادات طيران.


عمليات أمنية مركّزة ضد التنظيم
في سياق موازٍ، نُفذت 12 عملية أمنية ضد عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية"، أسفرت عن اعتقال ما لا يقل عن 29 شخصاً بينهم قياديون. تركزت العمليات في محافظات دير الزور، الحسكة، والرقة، وتضمنت إنزالات جوية وعمليات دهم.


تشير طبيعة هذه العمليات إلى تصاعد القلق من عودة محتملة لخلايا التنظيم في مناطق بعينها، لا سيما أن بعضها جرى في مناطق ريفية بعيدة عن المراكز الحضرية.


مؤشر على إعادة تموضع
رغم استمرارية إرسال التعزيزات، عكست بعض التحركات الأميركية خلال أيار رغبة في إعادة التموضع، خصوصاً في ظل تراجع مستوى التهديد المباشر على بعض القواعد، أو لتحسين توزيع الموارد اللوجستية والعسكرية.

هذه الإجراءات قد تشير إلى مراجعة دورية للانتشار الأميركي ضمن استراتيجية بعيدة المدى توازن بين الحضور الفعلي والاستجابة المتحركة للتهديدات.


نشاط محدود خارج مناطق “قسد”
على صعيد مختلف، سجلت عملية واحدة فقط خارج نطاق “قسد”، في بادية حمص، حيث جرى تنفيذ إنزال جوي استهدف موقعاً يعتقد أنه يأوي عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية". وأسفرت العملية عن تدمير الموقع وسقوط خسائر بشرية، وسط تضارب في التقديرات بشأن طبيعة الهدف المستهدف.


تعكس تحركات التحالف خلال أيار استراتيجية مزدوجة تقوم على:
- دعم “قسد” في مواجهة خطر خلايا التنظيم.
- تعزيز وتحصين القواعد العسكرية من خلال تحديث العتاد وإجراء المناورات.
- إعادة توزيع بعض القوات والمعدات بما يتلاءم مع تقييمات أمنية ميدانية متغيرة.


وبينما تشير هذه الخطوات إلى تمسك التحالف الدولي بدوره الأمني في شمال شرق سوريا، يبقى التحدي الأبرز متمثلاً في مواجهة بؤر التنظيم النشطة دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة أو تصعيد إقليمي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 4