توتر يخيّم على قطنا بعد مقتل "أبو الوليد" في ريف دمشق

2025.05.31 - 08:39
Facebook Share
طباعة

بعد ليلة من التوتر الشديد، عاد الهدوء الحذر إلى مدينة قطنا ومحيطها في ريف دمشق، إثر مقتل جمال مومنة، المعروف بـ"أبو الوليد"، وهو مسؤول في اللجنة التنفيذية للمدينة، وذلك خلال كمين مسلح نفذته عناصر مجهولة في إحدى قرى جبل الشيخ.

 

وعقب الإعلان عن مقتله، تجمعت عشرات العناصر المسلحة التابعة للفصائل المحلية أمام مقر الأمن العام في قطنا، مرددين هتافات طائفية ومطالبين بالقصاص من أبناء الطائفة الدرزية، بزعم أن الكمين وقع في منطقة ذات أغلبية درزية.

 

وتطورت الأحداث بسرعة، إذ أقدم بعض العناصر على إحراق محال تجارية وممتلكات خاصة في منطقة مساكن رأس النبع، تعود ملكيتها لأهالٍ من قرية أمبيا بجبل الشيخ، وسط إطلاق كثيف للنار في الهواء، وتهديدات بالانتقام، دون التثبت من ظروف الحادثة أو هوية المنفذين.

 

كما شنت الفصائل حملة دهم وتفتيش طالت عدداً من منازل أبناء الطائفة الدرزية في قطنا ومحيطها، وأسفرت عن اعتقال ستة شبان، بينهم أربعة دون سن الـ18، مما أثار حالة من الذعر والخوف في صفوف السكان، ودفع العديد من العائلات الدرزية إلى مغادرة المدينة باتجاه دمشق وجرمانا والسويداء، خوفاً من تصعيد جديد على خلفية طائفية.

 

ورغم الاتهامات التي وجهتها الفصائل إلى مسلحين دروز بتنفيذ الكمين، أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا)، نقلاً عن مصدر أمني، بأن قوة أمنية رصدت شحنة مخدرات قادمة من لبنان إلى قرى جبل الشيخ، واشتبكت مع المهربين قرب قرية العيسم، ما أدى إلى مقتل عنصر أمني واعتقال اثنين من المهربين، دون الإشارة إلى خلفيات طائفية.

 

في غضون ذلك، أكّد مسؤول في "تجمّع لجان المجتمع الأهلي في قطنا وجبل الشيخ" أن العمل جارٍ ضمن غرفة تنسيق مشتركة، تجمع وجهاء من مختلف الطوائف لضبط الأوضاع. وأشار إلى أن ما جرى من إطلاق نار وإحراق محال كان ردة فعل انفعالية من بعض أقارب القتيل، تغذّت على تحريض عبر وسائل التواصل، نافياً وجود مؤشرات واضحة على خلفيات طائفية للهجوم.

 

وأفادت مصادر أهلية لصحيفة "الأخبار" بأن الحكومة، بالتنسيق مع وجهاء دروز، كثّفت جهودها لاحتواء التوتر ومنع تكرار سيناريوهات مشابهة لما حصل في جرمانا وصحنايا. وذكرت المصادر أنه جرى الإفراج عن جميع الشبان المعتقلين كبادرة حسن نية، مع التوافق على تسليم المتورطين في الحادثة إذا ثبتت إدانتهم، دون النظر إلى انتمائهم الطائفي.

 

ووفق التقديرات، لا ترغب الحكومة في انفجار الوضع قرب جبل الشيخ، خاصة في ظل حساسية المنطقة الاستراتيجية الواقعة على مقربة من الأراضي التي يحتلها العدو الإسرائيلي، والذي يروّج لدعم الدروز جنوب سوريا كوسيلة لتعزيز نفوذه هناك. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 6