من المقرر أن يصل إلى بيروت يوم الأحد المقبل وفد فلسطيني رفيع المستوى برئاسة عزام الأحمد، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لمتابعة المحادثات اللبنانية الفلسطينية بشأن تسليم السلاح داخل المخيمات الفلسطينية. تأتي هذه الزيارة في أعقاب إعلان سياسي مشترك بين الجانبين اللبناني والفلسطيني يقضي بإقفال ملف السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات، في خطوة تهدف إلى تعزيز سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها .
خلفية الزيارة
تأتي هذه الزيارة بعد لقاءات عقدها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع المسؤولين اللبنانيين، بمن فيهم الرئيس اللبناني جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام. وقد تم الاتفاق خلال هذه اللقاءات على تشكيل لجنة تنفيذية مشتركة لمتابعة تنفيذ التفاهمات المتعلقة بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، بما في ذلك داخل المخيمات الفلسطينية.
خلافات داخلية في حركة فتح
تشير مصادر مطلعة إلى وجود خلافات داخلية في حركة فتح بشأن طريقة إدارة ملف السلاح في المخيمات. وقد أعربت قيادة الحركة في لبنان عن استيائها من الدور الذي لعبه ياسر محمود عباس في هذا السياق. كما احتج السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور على التطورات الأخيرة، فيما اعتكف مسؤول فتح في لبنان فتحي أبو العردات في منزله. وقد تقدم عدد من القادة العسكريين والضباط المتقاعدين في الحركة بعريضة تعترض على ما ناقشه عباس في بيروت.
تحديات التنفيذ
رغم الاتفاق السياسي، يواجه تنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية تحديات كبيرة، خاصة في ظل وجود فصائل فلسطينية مسلحة داخل المخيمات، مثل حركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي لم تعلن صراحة استعدادها لتسليم سلاحها. وقد أعربت هذه الفصائل عن التزامها باستقرار لبنان، لكنها أكدت على ضرورة الحوار الفلسطيني الداخلي للتوصل إلى رؤية موحدة بشأن هذا الملف.
الأبعاد الاجتماعية والإنسانية
شدد الجانبان اللبناني والفلسطيني على أهمية معالجة القضايا الحقوقية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بما يضمن تحسين أوضاعهم الإنسانية دون المساس بسيادة الدولة. وقد تم التأكيد على رفض التوطين والتمسك بحق العودة للفلسطينيين، مع الالتزام بقرارات الدولة اللبنانية .
الخطوات المقبلة
من المتوقع أن تعقد اللجنة التنفيذية المشتركة أول اجتماع لها قريبًا لوضع جدول أعمال واضح لتنفيذ آلية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، لكن المطلعين يرون ان الامر كله عبارة عن تضييع للوقت لتنفيس الضغوط الاميركية لان امر المخيمات مرتبط بحق العودة وسلاح المخيمات جزء من وسائل المفاوضات مع اسرائيل والاميركيين ورغم الضغوط العنيفة من واشنطن الا ان الدخول الى المخيمات الكبيرة مثل الرشيدية وعين الحلوة مخيم برج البراجنة قد تسبب حربا حقيقية بين الاف المسلحين الفلسطينين والجيش اللبناني كما بين فتح وتلك الفصائل وهو ما لا يريده لبنان.