تحريض وتصعيد.. رسالة تهديد من التنظيم

سامر الخطيب

2025.05.24 - 10:15
Facebook Share
طباعة

 في تطور جديد يعكس تصاعد لهجة الخطاب الدعائي، أطلق تنظيم متشدد رسالة تحريضية حملت طابعًا دينيًا وعاطفيًا، وجهها إلى من وصفهم بـ"المنشقين" و"الضالين"، في إشارة إلى أفراد انضموا إلى جهات عسكرية معارضة له في مناطق النفوذ شمال سوريا. الرسالة جاءت ضمن حملة إعلامية هدفها استقطاب العناصر المترددة، وإعادة تعبئة صفوف التنظيم بعد سنوات من التراجع.


البيان الدعائي ركّز على فئة المقاتلين الأجانب، الذين كان لهم دور كبير في الفترات السابقة ضمن التنظيم، متهمًا إياهم بالخيانة والارتداد، لمجرد انخراطهم في مجموعات أو تشكيلات لا تتوافق مع رؤيته الأيديولوجية. كما استخدم الخطاب لغة لاهوتية متشددة، تصف التعاون مع سلطات محلية أو إقليمية بأنه "ردة"، داعيًا إلى "التوبة" والعودة إلى ما وصفه بـ"الصفّ الصحيح".


وتضمّن البيان أيضًا إشارات واضحة إلى نية التصعيد الميداني، عبر تهديدات مبطّنة بتنفيذ عمليات وشيكة. ورغم أن الرسالة لم تتضمن تفاصيل أو تحديداً زمنياً، فإنها حملت لهجة تشير إلى محاولة التنظيم استعادة حضوره عبر العنف والترهيب، خصوصاً في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة المركزية.


الخطاب التحريضي هذا ليس الأول من نوعه، لكنه يبرز في سياق إقليمي متوتر، حيث تتقاطع مصالح جهات متعددة وتزداد الضغوط على التنظيمات المسلحة. الرسائل الموجهة إلى العناصر التي انشقت أو غيّرت مواقعها تعكس هشاشة البنية الداخلية لتلك الجماعات، ومحاولتها إحياء الروح القتالية من خلال التعبئة العقائدية.


ما يلفت الانتباه في هذا البيان هو استهدافه المباشر لجهاز الأمن والعناصر العسكرية، في محاولة للضغط النفسي وبث الشك داخل هذه الكيانات. فالتنظيم يدرك أن معركته ليست فقط ميدانية، بل نفسية وإعلامية أيضاً، خصوصاً مع تراجع حضوره في المشهد العسكري السوري.


وتأتي هذه الرسالة في وقت يشهد فيه شمال سوريا تغيرات في التوازنات والتحالفات، مع محاولات متجددة لإعادة هيكلة القوى المسلحة، مما يفتح المجال أمام التنظيمات المتشددة لمحاولة التسلل أو إثارة الانقسام.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 7