في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي ودعم التعافي الاقتصادي في سوريا، وقّع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اتفاقية بقيمة 5 ملايين دولار لإعادة تأهيل 33 وحدة إنتاج خبز في ثماني محافظات سورية، تشمل ريف دمشق، درعا، السويداء، اللاذقية، حمص، حماة، دير الزور وحلب.
تأتي هذه المبادرة في ظل معاناة أكثر من 12.4 مليون شخص، أي ما يزيد عن 60% من السكان، من انعدام الأمن الغذائي في سوريا بعد أربعة عشر عامًا من الصراع. وقد أدى الضرر الذي لحق بالمخابز الحكومية خلال السنوات الماضية إلى تعطيل إنتاج الخبز بشكل كبير، مما فاقم انعدام الأمن الغذائي في المجتمعات الضعيفة.
المدير العام لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر، أشار إلى أن الأزمة في سوريا أثرت سلبًا على جميع جوانب حياة الناس، مؤكدًا أن ضمان الإنتاج المستدام للخبز، وهو غذاء أساسي لجميع السوريين، يشكل خطوة أولى مهمة نحو تعزيز الأمن الغذائي.
من جانبه، أوضح المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة، الدكتور عبد الله الربيعة، أن هذه الشراكة تمثل استجابة متعددة القطاعات لتفاقم انعدام الأمن الغذائي في سوريا، وتهدف إلى ضمان الوصول إلى المواد الغذائية الأساسية ودعم استعادة البنية التحتية المحلية الحيوية الضرورية لاستعادة النظام الغذائي.
من المتوقع أن يسهم المشروع في زيادة الطاقة الإنتاجية للخبز من 265 طنًا إلى 473 طنًا يوميًا، مما يساعد في تلبية احتياجات المجتمعات المحلية. كما سيتم إدخال 13 خط إنتاج حديثًا، مما سيؤدي إلى تحسين جودة الخبز، وفقًا لمعايير أعلى من حيث التناسق والنظافة والقيمة الغذائية
يُتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع خلال 14 شهرًا، مع توفير فرص عمل ودعم سبل العيش المحلية، وتوفير أساس للتعافي الاجتماعي والاقتصادي المستدام في المناطق المتضررة. كما سيتم تدريب 350 خبازًا بشكل جيد لتشغيل وصيانة المعدات الجديدة بفعالية
تُعد هذه الاتفاقية مثالًا على التعاون الدولي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار المستدامة في سوريا، وتعكس التزام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز الملك سلمان بالإسهام في تحسين حياة السكان المتضررين من الأزمة.