يُعدّ طريق دير الزور–تدمر شريانًا حيويًا يربط بين شرق سوريا ووسطها، إلا أنه تحوّل في السنوات الأخيرة إلى مصدر قلق وخطر دائم للمسافرين، نتيجة تدهور بنيته التحتية وانعدام خدمات الاتصال، مما أدى إلى تكرار الحوادث المميتة.
طريق محفوف بالمخاطر
يمتد الطريق لمسافة 200 كيلومتر عبر البادية السورية، ويعاني من ضيق حاراته، حيث بالكاد يتسع لمرور مركبة واحدة في كل اتجاه، مما يزيد من احتمالية التصادمات، خاصة مع انتشار المطبات والحفر. غياب شبكة الاتصالات يزيد من عزلة المسافرين، حيث لا يمكنهم طلب المساعدة في حالات الطوارئ، كما حدث في حادثة بتاريخ 10 مايو، حيث اصطدمت حافلة ركاب بشاحنة محملة بالأغنام بالقرب من قرية الشولا، مما أدى إلى وفاة ستة أشخاص ونفوق حوالي 20 رأسًا من الأغنام.
جهود حكومية لتحسين الوضع
أعلنت وزارة الاتصالات عن خطط عاجلة لتحسين خدمات الاتصال على الطريق، بما في ذلك تركيب أبراج لشبكتي سيريتل وMTN، وتعزيز حماية البنية التحتية من التخريب. كما وضعت المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية خطة شاملة لتأهيل الطريق، تشمل صيانة المسار الحالي، وتركيب شاخصات مرورية وعواكس، وتفعيل الرقابة بالكاميرات والدوريات، وإنشاء نقاط إسعاف واستراحات.
رؤية استراتيجية للمستقبل
تتضمن الخطط المستقبلية دراسة إنشاء طريق سريع بديل يصل إلى الحدود العراقية، وإعادة طرح مشروع الخط الحديدي بين دير الزور ودمشق، وتشجيع الاستثمارات في البنية التحتية للنقل. كما تشمل الإجراءات تركيب كاميرات ذكية، وتطبيق صارم لقانون السير، وإنشاء مراكز فحص فني دورية، وإطلاق حملات توعية مرورية، وضبط الحمولات المحورية للمركبات الثقيلة.
تُعد هذه الجهود خطوة مهمة نحو تحسين السلامة المرورية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، مما يسهم في رفع مستوى الأمان للمسافرين وتحسين جودة الحياة في شرق سوريا.