تعرّض سجن بلدة البصة لهجوم ليلي عنيف شنّته مجموعات مسلحة مرتبطة بفلول النظام المخلوع، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مباشرة مع قوات الجيش السوري المنتشرة في المنطقة.
الهجوم الذي وقع في ساعات ما بعد منتصف ليل الإثنين - الثلاثاء، استهدف محيط السجن الواقع جنوب مدينة اللاذقية، وتصدّت له وحدات من "الفرقة 50" التابعة لوزارة الدفاع. وأفاد مصدر محلي بأن الاشتباكات أسفرت عن إصابة أحد عناصر القوات المدافعة بأربع طلقات نارية، نُقل على إثرها لتلقي العلاج، فيما وُصفت حالته بالمتوسطة.
وعقب الهجوم، سارعت القوى الأمنية والعسكرية إلى تنفيذ عملية تمشيط واسعة النطاق شملت المناطق المحيطة بالسجن، وأعادت فرض السيطرة الكاملة، وسط حالة من التأهب لا تزال قائمة تحسباً لأي تحركات جديدة.
ورغم فشل الهجوم في تحقيق اختراق فعلي، إلا أنه أعاد تسليط الضوء على التهديد المستمر الذي تمثله مجموعات تابعة للنظام المخلوع، لا تزال تنشط في بعض مناطق الساحل، وتشن هجمات متقطعة تستهدف المواقع العسكرية والأمنية.
مصادر أمنية أكدت أن هذه المجموعات تضم أفراداً فارّين من العدالة، وبعضهم من قيادات سابقة في ميليشيات موالية، كانت مسؤولة عن ارتكاب انتهاكات جسيمة خلال السنوات الماضية. وقد لجأ كثير منهم إلى العمل في شبكات محلية مسلحة، مستفيدين من غطاء اجتماعي في بعض القرى النائية.
في المقابل، كثّف جهاز الأمن العام جهوده في ملاحقة هذه العناصر، عبر سلسلة من العمليات النوعية التي استهدفت مواقع يُشتبه بأنها مأوى للمتورطين في أعمال عنف وتهريب. وأسفرت الحملات الأخيرة عن اعتقال عدد من الشخصيات الأمنية والعسكرية السابقة، بينهم ضباط كبار في الأفرع الأمنية وقياديون في ميليشيا "الدفاع الوطني".
وتعتمد قوات الأمن في عملياتها، وفق ما تؤكده المصادر، على معلومات استخباراتية دقيقة، تساعدها في تعقّب المطلوبين والوصول إلى أماكن اختبائهم، حتى في المناطق التي كانت تُعتبر سابقاً خارج نطاق السيطرة.
وبينما تعيش اللاذقية ومحيطها حالة حذر، تشير التقديرات إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد مزيداً من التحركات الأمنية، في إطار محاولة القضاء على بقايا نفوذ النظام المخلوع ومحاسبة المتورطين في زعزعة الاستقرار.