سلمية تنتظر العدالة وسط معاناة مزمنة

سامر الخطيب

2025.05.19 - 10:07
Facebook Share
طباعة

 في قلب الريف الشرقي لمحافظة حماة، تقف مدينة سلمية شاهدة على واقع معيشي وخدمي متدهور، خلّفته سنوات طويلة من الإهمال والتهميش. وعلى الرغم من التغييرات السياسية التي شهدتها البلاد، لا تزال المدينة تعاني من أزمات متراكمة دون أي حلول جذرية تلوح في الأفق.


يعاني سكان المدينة، الذين يُقدّر عددهم بنحو 250 ألف نسمة، من تردي كبير في الخدمات الأساسية. أزمة الكهرباء تُعد من أبرز المشكلات اليومية، حيث لا تتجاوز ساعات التغذية النصف ساعة مقابل ساعات طويلة من الانقطاع، الأمر الذي يعرقل كل تفاصيل الحياة اليومية، من الأعمال المنزلية إلى الدراسة والعمل.


وتزداد المعاناة مع استمرار أزمة المياه الناتجة عن ضعف الضخ، والتي باتت تشكل تحدياً أساسياً للسكان، إلى جانب نقص حاد في وسائل النقل وغلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الغذائية. كل ذلك في بيئة شبه صحراوية تفتقر لأبسط مقومات الاستقرار.


لا تقتصر مشاكل المدينة على الخدمات فقط، إذ يعيش الأهالي في ظل هواجس أمنية مستمرة، تعود إلى تجارب سابقة مع جماعات مسلحة متطرفة كانت قد نفذت هجمات وخطف واعتداءات في المدينة. هذه الأوضاع دفعت كثيرين من أبناء سلمية إلى الهجرة بحثًا عن الأمان وفرص حياة أفضل.


وفي الوقت الذي تنشغل فيه مؤسسات الدولة بملفات أخرى، يشعر سكان سلمية بأنهم خارج دائرة الاهتمام. تُوصف المدينة بأنها "منسية"، وسط مطالب متكررة من الأهالي بإصلاح الوضع المعيشي وتأمين الخدمات الصحية والتعليمية، ووقف حالة التهميش التي تعاني منها منذ عقود.


يؤكد الأهالي أن هذه الظروف ليست جديدة، بل تعود جذورها إلى عهود سابقة لم تُولِ المدينة أي اهتمام حقيقي، وأن التغيير المطلوب اليوم لا يكون إلا عبر خطة تنموية متكاملة، تعيد الحياة إلى سلمية وتوفر الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية لسكانها.


تطالب الأصوات المحلية بإنهاء حالة التهميش، وتحقيق السلم الأهلي، وتهيئة الظروف لعودة من هجّرهم الفقر والخوف، مؤكدين أن المدينة تستحق ما هو أفضل من واقعها الحالي، وأن الوعود لا تكفي ما لم تُترجم إلى أفعال ملموسة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 1