من يُنعش "داعش" مجددًا؟

2025.05.19 - 08:51
Facebook Share
طباعة

 على ضوء تصاعد عمليات داعش وورد معلومات وتقارير امنية من دول عديدة تتهم ايران والاكراد وبعض الفصائل العراقية المسلحة بتمويل وبالتنسيق مع داعش في سورية ضد العدو المشترك اي حكم الرئيس الشرع، أمر الاخير باعداد هيكلية امنية تتضمن تقسيم سورية على خمس مناطق امنية يدير كل منها قيادي يعمل نائبا لوزير الداخلية وفي الوقت عينه امر الشرع بتشريع وبناء هيكلية حديثة مدعمة بخبراء من دول صديقة هي جهاز المخابرات العامة وجهاز اخر يسمى الامن القومي وكلاهما لديه قسم مختص بمحاربة الارهاب وبالتعاون الدولي في تلك الحرب على الارهاب وعلى راسه داعش. والجهازين معا يمثلان السلطة الامنية المرتبطة مباشرة بالرئيس احمد الشرع وليس باي جهة وزارية تحت ادارته.

و في الوقت الذي كانت فيه سوريا تستعد لمرحلة انتقالية بعد سقوط نظام بشار الأسد، عاد تنظيم "داعش" ليظهر مجددًا، مستغلًا الفراغ الأمني والسياسي في البلاد. ففي حي الحيدرية بمدينة حلب، وقعت مواجهة مسلحة بين قوات الأمن العام ومجموعة يُعتقد أنها تابعة للتنظيم، أسفرت عن مقتل أحد المسلحين واعتقال أربعة آخرين. هذا الهجوم يأتي بعد أيام من إعلان "داعش" الحرب على الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، واعتباره "خائنًا" بسبب تحالفاته الدولية.
اللافت أن هذه العملية وقعت في منطقة بعيدة عن معاقل التنظيم التقليدية في البادية السورية، مما يشير إلى توسع نشاطه الجغرافي. وبحسب تقارير، فإن التنظيم استغل الفراغ الأمني الناتج عن حل المؤسسات الأمنية السابقة، ليعيد تنظيم صفوفه ويشن هجمات في مناطق جديدة.
وفي بيان نُشر في صحيفة "النبأ" التابعة للتنظيم، هاجم "داعش" الرئيس الشرع بسبب تحالفه مع الولايات المتحدة، واعتبر أن هذه التحالفات تُعد "خيانة" للدين الإسلامي. كما دعا المقاتلين الأجانب للانضمام إلى صفوفه، معتبرًا أن الشرع استغلهم لخدمة مشروعه السياسي.
تأتي هذه التطورات في وقت تُبذل فيه جهود دولية لإعادة الاستقرار إلى سوريا، حيث أعلنت الولايات المتحدة عن رفع العقوبات عن البلاد، في خطوة تهدف إلى دعم المرحلة الانتقالية. إلا أن عودة "داعش" إلى الساحة تُهدد هذه الجهود، وتُعيد إلى الأذهان المخاطر التي يُشكلها التنظيم على الأمن الإقليمي والدولي.
في ظل هذه التحديات، يُصبح من الضروري تعزيز التعاون بين الحكومة السورية الجديدة والقوى الدولية، لضمان عدم استغلال التنظيم للفراغات الأمنية والسياسية. كما يجب العمل على معالجة الأسباب الجذرية التي تُسهم في عودة التنظيم، مثل الفقر والبطالة والتهميش، لضمان تحقيق استقرار دائم في البلاد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8