شهدت مدينة حلب، يوم السبت 17 أيار، عملية أمنية نفذتها قوى الأمن المحلية بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، استهدفت خلية مسلحة يُعتقد بانتمائها لتنظيم "الدولة الإسلامية". وقد جرت المداهمة في حي الحيدرية شرق المدينة، حيث تم رصد ومداهمة الموقع الذي تتحصن فيه الخلية.
أسفرت العملية عن اعتقال أحد عناصر الخلية، فيما أفادت الجهات الأمنية باستمرار العمليات في المنطقة بهدف ملاحقة باقي أفراد المجموعة، الذين يشتبه بتورطهم في نشاطات "إرهابية" تهدد الأمن العام.
خلال تنفيذ العملية، اندلعت اشتباكات بين القوى الأمنية والمجموعة المسلحة، أدت إلى مقتل أحد أفراد "قوى الأمن العام"، كما أفيد بأن أحد عناصر الخلية فجّر نفسه أثناء محاولة إلقاء القبض عليه، مما تسبب في تعقيد الموقف الأمني في الموقع.
وقالت وزارة الداخلية في بيان مقتضب على منصاتها الرسمية إن المداهمة أفضت إلى ضبط عبوات ناسفة، وسترة مفخخة، إضافة إلى ملابس مموهة شبيهة بتلك التي يرتديها عناصر قوى الأمن. وأكد البيان أن العمل جارٍ لتحليل المضبوطات، والكشف عن مزيد من الخلايا المحتملة المرتبطة بالتنظيم.
وتأتي هذه العملية في ظل توترات أمنية متكررة تشهدها مناطق مختلفة من البلاد، لا سيما في الشمال الشرقي والشرقي، حيث لا تزال بعض الخلايا النائمة التابعة للتنظيم تنشط في تنفيذ هجمات محدودة أو محاولات اغتيال تستهدف عناصر أمنية وعسكرية، مستغلة التحديات الأمنية والفراغات في بعض المناطق.
على جانب آخر، أعاد ظهور نشاط الخلية في حلب تسليط الضوء على التهديد المستمر الذي يمثله التنظيم، رغم فقدانه السيطرة على معاقله الأساسية منذ عدة أعوام. وتأتي هذه التطورات تزامنًا مع تصريحات إعلامية سابقة للتنظيم، عبّر فيها عن موقف عدائي تجاه السلطات الانتقالية في سوريا، معتبرًا أن الحرب ضده ما تزال قائمة على أسس عقائدية، وليست مجرد صراع سياسي.
ورغم تقهقر التنظيم ميدانيًا، إلا أن بياناته الإعلامية لا تزال تدعو إلى ما تسميه "العودة للجبال"، في إشارة إلى العمل السري في المناطق الريفية، مع محاولات لاستقطاب مقاتلين سابقين وعناصر أجنبية، بهدف إعادة إحياء خلايا محلية.
في المقابل، شددت الجهات الرسمية على عزمها مواصلة تعقّب هذه الخلايا، وتكثيف الجهود الاستخباراتية واللوجستية للحد من أي تمدد محتمل. وأكدت أن الحفاظ على الاستقرار في المدن المحررة هو أولوية قصوى، خاصة بعد سنوات من الصراع والتدهور الأمني.
وتحظى العمليات الأمنية في المناطق المكتظة بالسكان بحساسية خاصة، نظرًا لما تثيره من قلق لدى الأهالي، وهو ما يستدعي، بحسب مراقبين، تنسيقًا أعلى بين الجهات الأمنية والمجتمعية لضمان تحقيق الأمن دون الإضرار بالمدنيين أو إثارة الهلع العام.