تحركات أمريكية مكثفة شرق سوريا

سامر الخطيب

2025.05.15 - 11:07
Facebook Share
طباعة

 شهدت مناطق شمال وشرق سوريا خلال النصف الأول من شهر أيار/مايو الجاري تصعيدًا لافتًا في النشاط العسكري لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، تمثل في تعزيزات برية وجوية، ومناورات عسكرية واسعة، وعمليات أمنية مكثفة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، ما يشير إلى مرحلة جديدة من إعادة التموضع ورفع الجاهزية.


خلال هذه الفترة، دخلت أكثر من 224 شاحنة محمّلة بمعدات عسكرية ولوجستية إلى الأراضي السورية قادمة من شمال العراق، عبر معابر حدودية، وتوزعت على عدة قواعد عسكرية تابعة للتحالف في محافظات الحسكة، دير الزور، وحلب، من أبرزها قسرك، خراب الجير، الشدادي، الرميلان، وصِرين، إضافة إلى حقل العمر النفطي، الذي يُعد أكبر قاعدة أمريكية في سوريا. شملت التعزيزات عربات مدرعة، أنظمة مراقبة، صهاريج وقود، مولدات كهربائية، وصناديق مغلقة لم يُكشف عن محتواها، فيما رافقت بعض الأرتال تغطية جوية من طائرات أمريكية حربية ومروحية لتأمين حركتها.


بالتوازي مع ذلك، شهدت قواعد التحالف في خراب الجير وحقل العمر هبوط طائرات شحن عسكرية أمريكية، محمّلة بمعدات قتالية ومواد طبية ولوجستية، وسط إجراءات أمنية مشددة وتحليق مكثف للطيران، ما يعكس حجم التنسيق والاستنفار في تلك القواعد. كما سُجلت بعض عمليات النقل الداخلي للمعدات من حقل العمر إلى الحسكة، في خطوة قد تندرج ضمن عمليات إعادة توزيع وتموضع للقوات الأمريكية.


التحالف الدولي كثّف كذلك من تدريباته العسكرية بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حيث نُفذت مناورات بالذخيرة الحية هي الأوسع منذ عام 2021، وشاركت فيها الطائرات الحربية والمروحية، في كل من دير الزور والحسكة. وترافقت هذه التدريبات مع انفجارات سُمعت في محيط القواعد الأمريكية، فيما اعتُبرت جزءًا من خطة لرفع الجاهزية العسكرية وتعزيز قدرات القوات المشاركة على الاستجابة لأي تهديد محتمل.


على الصعيد الأمني، نفذت قوات التحالف و"قسد" أربع عمليات استهدفت خلايا تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وأسفرت عن اعتقال عشرة عناصر بينهم قياديون وأمراء خلايا. توزعت هذه العمليات بين الرقة ودير الزور والحسكة، واعتمدت في بعضها على إنزالات جوية باستخدام مروحيات واستطلاع جوي. وتركزت التهم الموجهة للمعتقلين حول إدارة خلايا نشطة، والقيام بأعمال ابتزاز للسكان تحت غطاء "الزكاة".


رغم هذه التعزيزات، برزت تحركات لسحب معدات من بعض القواعد، وعلى رأسها حقل العمر، باتجاه مناطق أخرى مثل الحسكة. هذا التباين بين إرسال التعزيزات وسحب بعض المعدات يُفهم ضمن سياق إعادة التمركز، وربما إعادة توزيع للمسؤوليات اللوجستية والعسكرية على القواعد المختلفة.


المناورات والتعزيزات قد تعكس رسالة سياسية وأمنية مزدوجة؛ الأولى لحلفاء واشنطن في شمال شرق سوريا، بتأكيد استمرار الدعم، والثانية لخصومها في الإقليم، بأن الوجود الأمريكي في سوريا ما زال فاعلًا ومجهزًا للردع والاشتباك عند الضرورة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 9