بحسب الصحيفة الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت" والمقال الذي كتبه كوبي ريختر، يعتبر الكاتب أن الفرصة الوحيدة لإطلاق جميع المخطوفين الإسرائيليين هي إنهاء حكم "حماس" في غزة من خلال اتفاق، بحيث يُنهي وجود من يحتجز المخطوفين، الذين يشكّلون "سلاحاً تفاوضياً" لها. ويرى ريختر أن الضغط العسكري لن يؤدي إلى القضاء على "حماس"، بل قد يتسبب في مقتل المخطوفين، وهو ما يُعتبر من المخاطر الكبيرة.
في سياق الحلول المقترحة، يطرح ريختر فكرة أن الولايات المتحدة، مع السعودية ومصر، يمكن أن تفرض تسوية تؤدي إلى إنهاء حكم "حماس" في غزة عبر اتفاق، ما سيسهم في تحرير جميع المخطوفين. ويتصور أن السعودية يمكن أن تستأجر قطاع غزة لمدة 50 عامًا، مع توقيع عقد الإيجار بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ومصر. هذه الفكرة تشبه صفقة تأجير جزيرتي تيران وصنافير التي تمّت بين مصر والسعودية في 1956 وأُعيدت الجزر للسعودية في 2017. بموجب هذه الخطة، ستتولى السعودية إدارة قطاع غزة كـ"مالك سيادي"، مع التزامها بالسلام مع إسرائيل ومحاربة التنظيمات الإرهابية. خلال هذه الفترة، ستكون السعودية مسؤولة عن إعادة إعمار القطاع، مع دعوة دول أخرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا للمشاركة.
الهدف من هذا المخطط، كما يراه ريختر، هو تحقيق الشروط الأساسية التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيجاد حل دون الحاجة إلى حرب. كما يلبي هذا المخطط مصالح إسرائيل، التي ستحصل على بديل مسؤول لـ"حماس" يتمثل في دولة محاربة للإرهاب وتدعمها السعودية. وفي ذات الوقت، يحقق هذا الحل مصلحة السعودية في تقديم نفسها كحامية لحقوق الفلسطينيين، مع الدفع نحو حل الدولتين.
إحدى النقاط الرئيسية التي أشار إليها ريختر هي أن هذا المخطط سيؤدي إلى تقليص تأثير إيران ووكلائها في المنطقة، الذين يدّعون القتال من أجل حقوق الفلسطينيين. علاوة على ذلك، يراه ريختر خطوة نحو تسهيل التوصل إلى اتفاقات بين الولايات المتحدة وإيران، وكذلك مع السعودية.
في النهاية، يشير ريختر إلى أن العقبة الرئيسية التي تعترض هذا المخطط هي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي قد يجد أن وقف الحرب يتعارض مع مصالحه الشخصية. وفي هذا السياق، يرى أن مصلحة ترامب قد تلعب دوراً في تجاوز هذه العقبة، ما يضع أمام نتنياهو خياراً صعباً: إما القبول بالخطة والحصول على جائزة نوبل للسلام مع ترامب، أو الاستسلام والابتعاد عن تحقيق هذه الجائزة التي قد تكون من نصيب ترامب وحده.
المصدر: يديعوت أحرونوت
المؤلف: كوبي ريختر