الهجري لواشنطن بوست: اسرائيل ليست العدو

2025.05.11 - 09:07
Facebook Share
طباعة

 تصريحات الشيخ حكمت الهجري، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا، التي أكد فيها أن "إسرائيل ليست العدو" ودعوته لتدخل دولي، تمثل تحولًا لافتًا في الخطاب السياسي والديني داخل الطائفة الدرزية، وتسلط الضوء على تعقيدات المشهد السوري الراهن.
تحول في الخطاب الديني والسياسي
تصريحات الهجري تعكس انزياحًا عن المواقف التقليدية للطائفة الدرزية، التي طالما التزمت الحياد أو دعمت الرواية الرسمية السورية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعداء لإسرائيل. هذا التحول يُفسر في سياق تصاعد التوترات الأمنية في مناطق درزية مثل السويداء وريف دمشق، حيث يشعر السكان بالخطر المتزايد وسط ضعف الدولة وتنامي نفوذ الميليشيات.
إسرائيل: حماية أم استغلال؟
في المقابل، كثفت إسرائيل تدخلها في الجنوب السوري تحت ذريعة "حماية الدروز"، من خلال فتح الحدود لأداء شعائر دينية، وتقديم مساعدات طبية، وتنفيذ ضربات جوية استهدفت مواقع حكومية سورية. هذه الخطوات تُقرأ على أنها محاولة لتعزيز نفوذها في المنطقة واستغلال حالة الفراغ الأمني، أكثر من كونها تعبيرًا عن التزام أخلاقي تجاه الدروز
انقسام داخل الطائفة الدرزية
تصريحات الهجري قوبلت برفض من مشايخ دروز آخرين، مثل يوسف جربوع وحمود الحناوي، الذين أدانوا التدخلات الإسرائيلية واعتبروها تهديدًا لوحدة سوريا. هذا الانقسام يعكس تباين الرؤى داخل الطائفة بين من يرى في إسرائيل حليفًا مؤقتًا لحماية المجتمع، ومن يخشى من تداعيات هذا التقارب على النسيج الوطني السوري.
السياق الإقليمي والدولي
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الجنوب السوري توترات متزايدة، مع تصاعد الاشتباكات بين فصائل محلية وقوات حكومية، وانتشار تسجيلات مسيئة أثارت غضبًا واسعًا. في هذا السياق، تبدو تصريحات الهجري محاولة للبحث عن حماية دولية للطائفة الدرزية، في ظل شعورها بالتهميش والتهديد.
خلاصة
تصريحات الشيخ حكمت الهجري تمثل مؤشرًا على التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع السوري، وتعكس حالة من اليأس والبحث عن الحماية في ظل تفكك الدولة وتنامي التدخلات الخارجية. لكنها في الوقت نفسه تثير تساؤلات حول مستقبل التعايش الوطني، ومخاطر الانقسامات الطائفية في بلد يعاني من ويلات الحرب منذ سنوات.(

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 9