في ظل تصاعد التوترات الأمنية في شرق سوريا، شنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في ريف دير الزور خلال الأيام الماضية، مستهدفة منشقين عن صفوفها وشباناً من مناطق مختلفة.
حملة أمنية واسعة النطاق
تركزت الحملة في المناطق الواقعة بين منطقة المعامل وبلدة الكبر بريف دير الزور الغربي، حيث داهمت مجموعات تابعة لـ"قسد" عدداً من المنازل واعتقلت شباناً يُشتبه بانشقاقهم عن صفوفها. كما شملت الحملة مناطق واسعة من ريف دير الزور الشرقي، وتحديداً مناطق الجزيرة، حيث طالت المداهمات بلدات السبعة، ومدينة البصيرة، ومنطقة الشعيطات، وسط حالة من التوتر والاستياء الشعبي. (
استهداف شخصيات عشائرية
في ريف دير الزور الشمالي، نفذت "قسد" حملات اعتقال طالت شباناً في قرى وبلدات مثل حطلة، مراط، مظلوم، الحسينية، خشام، وطابية جزيرة. وشملت الاعتقالات شخصيات عشائرية كانت على صلة بالنظام السابق، مما أثار حالة من الاحتقان في تلك المناطق. (
انتهاكات تطال القاصرين
لم تقتصر الاعتقالات على البالغين، بل طالت أيضاً قاصرين. ففي بلدة الجرذي شرق دير الزور، اعتقلت "قسد" عدداً من السكان، بينهم قاصرون، دون توجيه تهم محددة. كما اعتقلت الشقيقين شاكر وعبود الحسن من بلدة ذيبان شرق دير الزور. (
ردود فعل شعبية
أثارت هذه الحملة الأمنية ردود فعل غاضبة من السكان المحليين، الذين اعتبروا أن "قسد" تستهدف المعارضين لسياساتها، بمن فيهم مؤيدون للحكومة السورية أو أنصار للثورة. وطالب ناشطون الحكومة السورية بالتدخل للإفراج عن المعتقلين واتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم.
خاتمة
تأتي هذه الحملة الأمنية في سياق محاولات "قسد" للسيطرة على المناطق التي شهدت انشقاقات أو معارضة لسياساتها، مما يزيد من التوترات في المنطقة ويثير مخاوف من تصاعد العنف والانتهاكات ضد المدنيين.
يُذكر أن "قسد" كانت قد بدأت نهاية تشرين الثاني نوفمبر العام الفائت عملية عسكرية لما أسمته "تحرير القرى السبع"، خلّفت قتلى وإصابات أغلبهم في صفوفها وباءت بالفشل، ليتم في 6 كانون الأول ديسمبر العام 2024 دخولها وباقي مناطق سيطرة النظام السابق. (
مع استمرار هذه الحملات الأمنية، يبقى الوضع في دير الزور هشاً، ويحتاج إلى حلول سياسية شاملة تعالج جذور الأزمة وتضمن حقوق جميع السكان.