ركام المخيمات.. عائلات سورية تبدأ رحلة العودة

سامر الخطيب

2025.04.28 - 12:11
Facebook Share
طباعة

 بعد سنوات من المعاناة والنزوح القسري، بدأت عائلات سورية تعود تدريجياً إلى منازلها، مغادرةً مخيم الركبان الواقع عند مثلث الحدود السورية-الأردنية-العراقية. هذه العودة جاءت بعد سقوط النظام السابق في 8 كانون الأول 2024، ما أتاح للعديد من العائلات فرصة إنهاء رحلة نزوح امتدت قرابة عقد من الزمن.


مخيم الركبان الذي نشأ عام 2015 كمأوى عشوائي للفارين من العنف في الرقة ودير الزور وريف حمص الشرقي، شهد خلال الأشهر الخمسة الماضية موجة نزوح معاكسة. إذ غادرت معظم العائلات على دفعات متتالية، في حين بقيت أعداد قليلة ممن حالتهم الاقتصادية لم تسمح لهم بتحمل تكاليف النقل.


بحسب مصادر محلية، يتم نقل العائلات المتبقية بالتعاون مع منظمة سورية مدنية. وقد غادرت يوم أمس عشر عائلات بشكل مجاني إلى بلدة مهين بريف حمص، في أولى قوافل العودة، على أن تتبعها قوافل أخرى نحو تدمر ودير الزور ومناطق العشائر المحيطة.


المغادرة تجري عبر تنسيق مدني، حيث تم تأمين شاحنات لنقل أمتعة الأهالي وباصات خصصت لنقل العائلات إلى وجهاتهم. الدعم المادي يغطيه أفراد من أبناء مدينة تدمر المقيمين داخل وخارج سوريا، في مبادرة تهدف إلى تسهيل العودة الطوعية للعائلات.


غير أن العودة إلى المنازل لا تخلو من التحديات. فالكثير من البيوت دُمرت بشكل كامل أو أصبحت غير صالحة للسكن. حتى المنازل التي نجت من الدمار تحتاج إلى ترميم واسع، حيث تفتقر إلى الأبواب والنوافذ والتمديدات الأساسية، مما يجعل الاستقرار مجدداً في هذه المناطق مهمة شاقة للعائدين.


لتأمين العودة الآمنة، أرسلت قوات سوريا الحرة فرقاً متخصصة وأجهزة كشف ألغام إلى مدينة تدمر، استجابة لمطالب الأهالي الذين حذروا من وجود ألغام في الأحياء والمداخل الرئيسية للمدينة. هذه الخطوة تأتي لتقليل المخاطر على المدنيين أثناء عودتهم التدريجية إلى منازلهم.


طوال سنوات النزوح، عانى سكان مخيم الركبان من حصار خانق فرضته حواجز قوات النظام مما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية داخل المخيم. اليوم، وبعد التغيرات السياسية والعسكرية، تبدأ صفحة جديدة عنوانها الأمل بالعودة رغم كل التحديات.


مع استمرار قوافل العودة، يبقى السؤال قائماً حول قدرة العائلات على إعادة إعمار حياتها وسط البنية التحتية المتهالكة وانعدام الخدمات الأساسية، وهو ما سيتطلب جهوداً كبيرة من المجتمع المحلي والدولي لدعم استقرار هذه المناطق الحيوية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 1