هل تنضوي فصائل السويداء تحت وزارة الدفاع؟

رزان الحاج

2025.04.22 - 11:53
Facebook Share
طباعة

 في مشهد سياسي معقّد تعيشه محافظة السويداء، تتزايد المؤشرات على توجه تدريجي نحو دمج الفصائل المحلية ضمن المؤسسة العسكرية الرسمية للدولة السورية، وهو ما أكده محافظ السويداء، مصطفى البكور، الذي أشار إلى وجود تواصل قائم مع بعض الفصائل، بينما لا تزال أخرى تترقب مجريات الأحداث قبل اتخاذ أي خطوة حاسمة.


البكور، الذي تم تعيينه محافظًا للسويداء عقب التغيرات السياسية الأخيرة في البلاد، أكد في تصريحات إعلامية أن الثقة قد تعود تدريجيًا بين الحكومة والفصائل، ما قد يمهد لانضمامها جميعًا إلى وزارة الدفاع. ورأى أن حالة عدم التنسيق الكامل بين الفصائل لا تمنع من وجود خطوات فعلية نحو التنظيم والتقارب، مشيرًا إلى أن البعض بدأ بالتواصل المباشر مع الوزارة بهدف ترتيب الأوضاع الإدارية والأمنية.


في السياق ذاته، يرى البكور أن جهاز الأمن في المحافظة يجب أن يتشكل من أبناء السويداء أنفسهم، باعتبار أن هذا الخيار يقلل من التوتر المحلي، ويساعد على بناء الثقة في مرحلة دقيقة تمر بها البلاد. وقد بدأ بالفعل تسجيل تطوع دفعة أولى من السكان للعمل ضمن الشرطة، إضافة إلى حضور وفد من وزارة الداخلية للإشراف على تدريب الكوادر.


من ناحية أخرى، نفى البكور وجود أي دعوات انفصالية بين أوساط المجتمع المحلي أو رجال الدين، قائلاً إنه لم يلمس من مشايخ العقل أو وجهاء الطائفة الدرزية أي توجهات طائفية أو نزعة للانفصال، بل بالعكس، كانت دعواتهم تصب في إطار الحفاظ على وحدة البلاد.


وكان اللقاء الذي جمع البكور بالشيخ حكمت الهجري، المرجعية الدينية البارزة، قد أسفر عن محضر تفاهم نص على تفعيل المؤسسات الأمنية والقضائية، وتنظيم وضع الضباط والفصائل ضمن مؤسسات الدولة، إضافة إلى إجراءات اقتصادية وإدارية لتسوية أوضاع الموظفين وتفعيل الخدمات العامة.


وعلى الرغم من أن المشهد لا يزال غير محسوم، تستمر المفاوضات بين وزارة الدفاع والفصائل المحلية، خصوصًا فصيل "رجال الكرامة" الذي أكد عبر نجل مؤسسه، فهد البلعوس، أن العقبات في طريق الاندماج بدأت بالزوال، شرط الحفاظ على خصوصية المحافظة وحقوق أبنائها ضمن إطار الدولة السورية.


من جهته، ربط قائد “لواء الجبل”، شكيب عزام، قرار انضمامه للقوات النظامية بنجاح الحكومة الانتقالية في إثبات كفاءتها، ملوّحًا في حال الفشل باتخاذ موقف مناوئ، قد يصل إلى المواجهة، ما يعكس حساسية المرحلة الراهنة.


ومع تعدد الرؤى والمواقف داخل السويداء، يبقى مسار الدمج التدريجي مرهونًا بقدرة الحكومة الجديدة على كسب الثقة، وتقديم نموذج مختلف عن سنوات الصراع السابقة، في وقت تتطلع فيه المحافظة إلى مرحلة أكثر استقرارًا، بعيدًا عن الفصائلية والطائفية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 2