تشهد منطقة ضهر القصير في ريف حمص الغربي تطورات أمنية جديدة مع وصول دفعة من المقاتلين الأجانب إلى أحد المواقع العسكرية الاستراتيجية، وسط تحركات تشير إلى تغييرات في الهيكلية الأمنية المحلية.
بحسب مصادر ميدانية مطلعة، وصل نحو 30 مقاتلاً من جنسيات غير سورية، أغلبهم من القومية التركستانية، إلى موقع يُعرف باسم "كتيبة الرادار" في تلة ضهر القصير، وذلك قبل أيام قليلة. هذا التحرك ترافق مع صدور تعليمات بانسحاب عناصر الأمن العام من المنطقة وتسليم المهام الأمنية للقوة الجديدة، التي يُعتقد أنها ترتبط بشكل مباشر مع الإدارة السورية الجديدة.
يُشار إلى أن هذا الانتشار يأتي في ظل تقارير عن حصول انتهاكات وسوء تصرف من قبل بعض عناصر الأمن العام المنتسبين حديثاً، مما أثار احتجاجات ضمنية من سكان المنطقة، خصوصاً من أبناء الطائفة العلوية المقيمين في الجبال المحيطة.
التوتر لم يقتصر على الشق الأمني فقط، بل امتد ليشمل الأبعاد الاجتماعية والمعيشية. فوفقاً للمعلومات الواردة، عبّر عدد من السكان المحليين عن قلقهم من صعوبة التفاعل مع المقاتلين الجدد بسبب الحواجز اللغوية والثقافية، بالإضافة إلى ممارسات دينية متشددة نسبت لبعض العناصر، الأمر الذي ساهم في زيادة العزلة والاحتقان الشعبي.
تعيش أغلب العائلات في قرى جبال ريف حمص الغربي ضمن ظروف معيشية صعبة، زادها تعقيداً القرارات الإدارية الأخيرة التي أدت إلى فصل عدد من الموظفين الحكوميين من وظائفهم، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية لدى تلك الأسر، خصوصاً بعد تقييد حركتهم بين القرى والمدينة، وغياب بدائل اقتصادية فعالة.
تعتبر تلة الرادار نقطة استراتيجية مهمة نظراً لإشرافها على مناطق واسعة من ريف حمص الغربي، وقد ظلت لفترة طويلة تحت إشراف وحدات محلية قبل أن تُسلّم مؤخراً إلى هذه القوة الجديدة. ويخشى مراقبون من أن تكون هذه الخطوة مقدمة لتحولات أوسع في هيكل القوى المسيطرة على الأرض، خاصة في المناطق الحيوية المرتبطة بالحدود اللبنانية والممرات الجبلية.
ورغم عدم صدور أي تعليق رسمي حتى الآن حول أسباب هذا التبديل الأمني، فإن التطورات الميدانية تشير إلى إعادة توزيع النفوذ في ريف حمص ضمن سياق يبدو أوسع من مجرد استبدال عناصر أمنية.
تبقى الأوضاع في المنطقة رهن المتابعة، وسط ترقّب من الأهالي لأي مستجدات قد تؤثر على الأمن والاستقرار المحليين، في وقت تزداد فيه مخاوف المدنيين من أن يتحول المشهد الأمني المتقلب إلى حالة دائمة من التوتر والقلق.