جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم السبت، تمسكه بمواصلة الحرب على قطاع غزة، معلنًا رفضه إنهاء العمليات العسكرية قبل "القضاء الكامل" على قدرات حركة حماس، سواء المدنية أو العسكرية، على حد تعبيره.
وفي كلمة مصورة، كشف نتنياهو عن نية حكومته إنشاء ما وصفه بـ"مناطق أمنية" داخل الأراضي اللبنانية والسورية، ما يشكّل انتهاكًا صارخًا لسيادة البلدين، وسط إدانات رسمية من بيروت ودمشق.
يأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات في إسرائيل، حيث يطالب محتجون ومعارضون، من بينهم عسكريون احتياط ومتقاعدون، بوقف الحرب وإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة عبر حلول تفاوضية، واصفين استمرار القتال بأنه يخدم أهدافًا سياسية وشخصية لنتنياهو.
ورغم هذه الضغوط، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي على "ضرورة مواصلة القتال حتى تحقيق النصر"، مشددًا على أن إسرائيل تمر بـ"مرحلة مصيرية"، على حد قوله.
وزعم نتنياهو أن حركة حماس رفضت عرضًا إسرائيليًا للإفراج عن نصف الأسرى الأحياء وعدد من جثامين القتلى، مقابل وقف الحرب، معتبرًا ذلك "شرطًا غير مقبولًا".
في المقابل، أعلن خليل الحية، رئيس حماس في قطاع غزة ورئيس وفد التفاوض، استعداد الحركة للدخول في مفاوضات شاملة تنص على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب وقف الحرب، وانسحاب الاحتلال من القطاع، وبدء إعادة الإعمار، ورفع الحصار.
واتهم الحية الحكومة الإسرائيلية باستغلال الاتفاقات الجزئية كغطاء لاستمرار الحرب وتنفيذ أجندات سياسية.
وفي تصعيد للخطاب، حذر نتنياهو من أن "عدم القضاء على حماس" سيؤدي إلى تكرار أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واعتبر أن الأصوات المطالبة بوقف الحرب تتبنى "دعاية حماس"، على حد وصفه.
وأكد عزمه على "تكثيف الضغط العسكري حتى تحقيق كافة أهداف الحرب"، رافضًا أي التزام دولي قد يمنع استئناف العمليات القتالية في حال توقفها مؤقتًا.
وفي الملف النووي الإيراني، أعاد نتنياهو التأكيد على التزام حكومته بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، في وقت تجري فيه محادثات أميركية-إيرانية بشأن البرنامج النووي.
وبخصوص ملف الأسرى، صرح المتحدث باسم نتنياهو، عومر دوستري، بأن استعادة جميع الأسرى دفعة واحدة "غير ممكنة حاليًا"، علمًا بأن إسرائيل تقدر عدد الأسرى المتبقين في غزة بـ59 شخصًا، بينهم 24 على قيد الحياة، بينما تحتجز إسرائيل أكثر من 9500 فلسطيني في ظروف قاسية وفق تقارير حقوقية.
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار قد انتهت مطلع مارس/آذار 2025، بعد أن بدأ سريانه في يناير الماضي بوساطة مصرية-قطرية ودعم أميركي. لكن إسرائيل تنصلت من المرحلة الثانية واستأنفت هجماتها المكثفة في القطاع في 18 مارس، مدفوعة بضغط من اليمين المتطرف.
وتواصل إسرائيل حربها على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم أميركي مطلق، ما أسفر عن نحو 168 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، في واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية دمارًا في العصر الحديث.