اقترح كيث كيلوغ، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى أوكرانيا، خطة لتقسيم البلاد إلى مناطق سيطرة مخصصة لحلفاء كييف وروسيا، يفصل بينها نهر دنيبرو ليكون بمثابة منطقة عازلة دائمة، على غرار ما حدث في برلين بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي مقابلة مع صحيفة التايمز البريطانية نُشرت اليوم السبت، أوضح كيلوغ أن التصور المطروح لأوكرانيا ما بعد الحرب يشمل انتشار قوات أوروبية في غرب البلاد، وأخرى روسية في الشرق، مع بقاء القوات الأوكرانية في المنطقة الوسطى. وأكد أن الولايات المتحدة لن تشارك بقوات عسكرية على الأرض ضمن هذا الترتيب.
"برلين جديدة" في قلب أوكرانيا
قال كيلوغ: "الوضع شبيه ببرلين بعد الحرب العالمية الثانية، عندما قُسمت المدينة إلى مناطق نفوذ أميركية، وبريطانية، وفرنسية، وسوفياتية". وأضاف أن نهر دنيبرو، الذي يشطر أوكرانيا من الشمال إلى الجنوب، قد يكون حاجزًا طبيعيًا بين مناطق النفوذ المختلفة، موضحًا أن "هذا الفصل لن يكون استفزازيًا لموسكو، بل سيُنظر إليه كقوة لضمان السلام".
واقترح الجنرال الأميركي إقامة "منطقة منزوعة السلاح" بعرض 30 كيلومترًا بين القوات الروسية والأوكرانية، بواقع 15 كيلومترًا لكل طرف، يمكن مراقبتها بسهولة، رغم احتمالية وقوع انتهاكات، كما أشار.
تحالف دولي وتحفظات أميركية
يأتي هذا المقترح في ظل استمرار حرب أوكرانيا، التي اندلعت في 24 فبراير/شباط 2022، من دون إحراز تقدم حقيقي نحو هدنة. وقد عبّرت كل من فرنسا والمملكة المتحدة عن دعمهما لفكرة نشر قوات أوروبية لحفظ السلام، بعد انتهاء القتال، وأبدتا استعدادهما للمشاركة في أي قوة محتملة.
وتقود لندن وباريس محادثات داخل ما يُعرف بـ"تحالف الراغبين"، الذي يضم 30 دولة تبحث إمكانية نشر قوات في أوكرانيا لتعزيز وقف إطلاق النار، في حال أقره ترامب حال فوزه بولاية ثانية.
ورغم هذه النقاشات، لا تزال العديد من الأسئلة دون إجابة، أبرزها: حجم القوة، والجهات المساهمة، والتفويض القانوني، وموقف الولايات المتحدة منها.
جدل حول شرعية زيلينسكي
في خضم هذه التطورات، يستمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التشكيك بشرعية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي انتهت ولايته الدستورية في مايو/أيار 2024. ووفقًا للقانون الأوكراني، تُعلّق الانتخابات خلال فترات الحرب، وهو ما أيده خصوم زيلينسكي السياسيون، مطالبين بعدم إجراء أي اقتراع إلا بعد وقف القتال.
كيلوغ أكد أنه في حال التوصل إلى هدنة، ستُفتح أبواب الانتخابات مجددًا، مشيرًا إلى أن "هذه مسألة يقررها البرلمان الأوكراني والشعب الأوكراني، وليست قرارًا أميركيًا".
مصالح اقتصادية بغطاء دبلوماسي
واختتم كيلوغ حديثه بالإشارة إلى أن العلاقات بين واشنطن وكييف "عادت إلى مسارها الصحيح"، لافتًا إلى وجود مباحثات لاستئناف صفقة حول الموارد المعدنية في أوكرانيا، والتي قال إنها قد تتحول من "صفقة تجارية" إلى "اتفاق دبلوماسي" خلال الأيام المقبلة.