تجنيد الأطفال في الشمال الشرقي: خطر صامت يتوسع

سامر الخطيب

2025.04.10 - 12:28
Facebook Share
طباعة

 تتواصل التقارير المقلقة عن استهداف الأطفال واليافعين في مناطق شمال شرقي سوريا، وتحديدًا ضمن مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”. الظاهرة التي بدأت تأخذ منحى تصاعديًا تمثلت في نشاط مجموعات تُعرف باسم "الشبيبة الثورية" أو "جوانن شورشكر"، والتي تسعى لاستقطاب القاصرين من الجنسين بأساليب تحمل سمات التلاعب النفسي وغسل الأدمغة، دون أدنى اعتبار لمستقبلهم الأسري أو التربوي.


غسل أدمغة الأطفال: تجاوز للخطوط الحمراء
شهادات متطابقة من الأهالي تؤكد تكرار حوادث تجنيد الأطفال في عدد من المناطق، ما يشير إلى اتساع رقعة الظاهرة بشكل مقلق. هذه الأساليب لا تتوقف فقط عند التجنيد، بل تتعداها إلى عمليات تهيئة فكرية وإيديولوجية من شأنها أن تخلخل التوازن الاجتماعي، وتؤسس لجيل مضطرب الهوية والتوجهات.


المنظمات الحقوقية تُحمّل قسد المسؤولية
في هذا السياق، تواجه “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) اتهامات متكررة من بعض المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام التي تربط بشكل مباشر بينها وبين عمليات التجنيد. هذه الاتهامات تُهدد بتقويض الإنجازات التي حققتها "قسد" في ملف حقوق الطفل، خاصة بعد توقيعها خطة عمل مع الأمم المتحدة في 29 حزيران/يونيو 2019، والتي تلزمها بوقف تجنيد الأطفال وفصل من هم تحت السن القانوني من صفوفها، إلى جانب وضع إجراءات وقائية ورادعة.


خطة 2019: التزامات بلا تنفيذ فعلي؟
رغم توقيع خطة العمل الأممية، لا تزال حالات التجنيد قائمة، ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى التزام الأطراف المعنية ببنود الاتفاق. وإذا كانت “قسد” قد تعهدت علنًا بمنع هذه الانتهاكات، فإن استمرارها في مناطق نفوذها يُضعف من مصداقيتها أمام المجتمع الدولي.


دعوات للمحاسبة والتدخل الفوري
دعت منظمات حقوقية الإدارة الذاتية بالتدخل السريع من أجل وضع حد لهذه الممارسات، معتبرة أن ما تقوم به "الشبيبة الثورية" يمثل انتهاكًا فاضحًا لحقوق الطفل وتهديدًا للاستقرار المجتمعي. وشددت على ضرورة تحمّل الإدارة الذاتية لمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، والعمل على وقف جميع أشكال التجنيد والتأثير الفكري القسري على الأطفال.


تجنيد الأطفال: قنبلة موقوتة للمجتمع
الاستمرار في استغلال الأطفال في النزاعات المسلحة لا يشكل فقط جريمة قانونية، بل يعد قنبلة موقوتة تهدد بنية المجتمع مستقبلًا. فالأطفال المجندون قد يُحرَمون من التعليم والحياة الأسرية، ويُعاد تشكيل وعيهم ضمن أطر إيديولوجية مغلقة، الأمر الذي يُنتج لاحقًا مجتمعات تعاني من التشظي والاضطرابات طويلة الأمد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8