كشفت مصادر تركية وإسرائيلية عن انطلاق محادثات فنية بين ضباط من البلدين تهدف إلى بحث إنشاء آلية لتفادي وقوع صدام عسكري بينهما على الأراضي السورية.
وبحسب موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، فإن مسؤولاً إسرائيلياً أكد إجراء مباحثات بين ضباط أتراك وإسرائيليين لمناقشة إنشاء آلية لفض الاشتباك على الساحة السورية. وتأتي هذه المبادرة على خلفية تنامي التوترات في المنطقة، وسط تحركات لإرساء نوع من التنسيق بين الجانبين.
وفي السياق ذاته، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول بارز أن محادثات تجري حالياً لتشكيل منظومة تنسيق مماثلة لتلك التي أقيمت سابقاً بين إسرائيل وروسيا، خلال فترة وجود القوات الروسية في سوريا. وأكدت القناة أن إسرائيل تصر على جعل جنوب سوريا منطقة خالية من أي تواجد عسكري تركي.
من جهته، أقر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بوجود هذه الاتصالات، مشيراً إلى أنها تقتصر على الجانب الفني فقط، ومؤكداً على إمكانية تشكيل آلية لتفادي الاشتباك مع إسرائيل. لكنه في الوقت نفسه شدد على أن سبب انقطاع العلاقات مع تل أبيب هو العدوان الإسرائيلي على غزة، مطالباً بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية ووقف الهجمات على البنية التحتية السورية.
هذه التطورات تأتي في أعقاب تصريح للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دعا فيه إلى ضبط النفس والعمل على حل الخلافات مع تركيا بعقلانية.
وفي تعليق آخر، نقلت وكالة الأناضول عن فيدان دعوته الولايات المتحدة إلى "إعادة ضبط" سياسات نتنياهو، ورسم خطوط واضحة لتحركاته. كما حذر من أن استمرار عدم الاستقرار في سوريا يهدد أمن تركيا، مؤكداً أن أنقرة لا يمكنها تجاهل تداعياته.
وفي تصريح نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أعرب فيدان عن استعداد بلاده لتقديم دعم إلى سوريا في حال تم التوصل إلى اتفاق عسكري مشترك، في خطوة تشير إلى تحول محتمل في مواقف أنقرة تجاه الصراع الدائر هناك.