العائدون إلى ريف إدلب الجنوبي يواجهون تحديات معيشية وأمنية في ظل غياب الخدمات

رزان الحاج

2025.04.07 - 11:59
Facebook Share
طباعة

 يعاني السكان العائدون إلى مناطقهم في ريف إدلب الجنوبي من ظروف معيشية صعبة نتيجة غياب البنية التحتية الأساسية، واستمرار وجود مخلفات الحرب من ألغام وعبوات غير منفجرة، ما يشكل خطراً مباشراً على حياتهم اليومية.


وتسببت سنوات النزوح بفقدان كثير من العائلات لمساكنها ومصادر دخلها، ومع تحسن نسبي في الأوضاع الأمنية، بدأ البعض بالعودة إلى قراهم. إلا أن الواقع الخدمي لا يزال غير مؤهل لدعم الاستقرار، إذ يفتقر معظم الريف الجنوبي لإدلب إلى الكهرباء، المياه الصالحة للشرب، وشبكات الصرف الصحي، إضافة إلى تدمير المدارس والمرافق العامة.


كما أدى توقف عدد كبير من المشاريع الإنسانية، التي كانت تقدم دعماً محدوداً في السابق، إلى زيادة الأعباء على السكان، الذين يجدون أنفسهم مضطرين للاعتماد على جهود فردية لتأمين احتياجاتهم الأساسية.


وتُعدّ الألغام ومخلفات الذخائر من أبرز التحديات الأمنية التي تواجه المدنيين في هذه المناطق. وتشير مصادر محلية إلى وقوع حوادث متكررة، أسفرت عن إصابات ووفيات، خاصة بين الأطفال والمزارعين، وسط غياب فرق متخصصة في إزالة الألغام أو حملات توعية كافية.


في الجانب التعليمي، تعاني المنطقة من شلل شبه تام، إذ إن العديد من المدارس تعرضت للتدمير أو لم تعد صالحة للاستخدام، فيما تغيب الكوادر التدريسية والمستلزمات الضرورية، ما يحول دون استئناف العملية التعليمية بشكل منتظم.


الوضع الصحي ليس أفضل حالاً، حيث يواجه العائدون نقصاً حاداً في الخدمات الطبية، في ظل غياب المستوصفات والمراكز الصحية المؤهلة، إضافة إلى قلة الكوادر الطبية وصعوبة الوصول إلى المشافي الواقعة في مناطق أخرى.


وعلى الرغم من تصريحات متكررة من بعض الجهات المحلية حول نية العمل على إعادة الإعمار وتقديم الدعم، إلا أن تنفيذ هذه الوعود لا يزال محدوداً، ما يدفع بعض العائلات إلى التردد في البقاء أو العودة من جديد إلى المخيمات في شمال البلاد، حيث تتوفر بعض الخدمات الأساسية رغم الاكتظاظ وصعوبات الحياة فيها.


في المجمل، تسود حالة من الترقب بين السكان بشأن مستقبل المنطقة، وسط مطالب متزايدة بضرورة الإسراع في تأهيل البنية التحتية، إزالة مخلفات الحرب، وتفعيل دور المنظمات الإنسانية لتوفير بيئة مستقرة وآمنة تسهم في دعم عودة الحياة تدريجياً إلى الريف الجنوبي لمحافظة إدلب.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 6