سوريا تنتفض ضد العدوان الإسرائيلي وتعلن تضامنها مع غزة
شهدت عدة مدن سورية، يوم الجمعة، مظاهرات ووقفات احتجاجية واسعة النطاق، تنديدًا بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وتضامنًا مع قطاع غزة الذي يواجه إبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من عام ونصف، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
في محافظة السويداء جنوبي البلاد، احتشد المواطنون في ساحة الكرامة في وقفة احتجاجية عبّروا خلالها عن غضبهم إزاء الهجمات الإسرائيلية، لا سيما القصف الذي استهدف حرش سد الجبيلية غربي محافظة درعا، وأسفر عن استشهاد تسعة مدنيين، بحسب بيان رسمي صادر عن محافظة درعا على "تلغرام".
المشهد لم يكن مختلفًا في محافظة درعا، حيث نظّمت وقفات احتجاجية في مدينة درعا وعدد من بلداتها، حدادًا على أرواح الشهداء وتأكيدًا على الرفض الشعبي للتصعيد الإسرائيلي.
وفي ريف دمشق، خرجت مظاهرات حاشدة في كل من معضمية الشام وقطنا، حيث طالب المتظاهرون بوقف التدخلات الخارجية في الشأن السوري، ونددوا بالغارات الإسرائيلية التي تتكرر بوتيرة شبه يومية، مستهدفة مواقع مدنية وعسكرية على حد سواء.
كما شارك مئات المواطنين في وقفة شعبية بمدينة مصياف بريف حماة، تضامنًا مع ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية، فيما شهدت مدينة طرطوس الساحلية تجمعًا جماهيريًا كبيرًا، شدد خلاله المشاركون على وحدة الصف السوري ورفض الاحتلال.
اللافتات والأهازيج التي رفعت في هذه الفعاليات حملت رسائل واضحة: من بينها "الكيان الغاشم: ربما لا نملك البنية التحتية، لكننا نملك الإرادة"، و"يا درعا إحنا معك للموت"، في مشهد أعاد التذكير بوحدة الشعب السوري رغم الجراح والانقسامات السابقة.
من جهة أخرى، أدانت وزارة الخارجية السورية في بيان لها، يوم الخميس، الغارات الإسرائيلية التي استهدفت خمس مناطق في أنحاء متفرقة من البلاد خلال نصف ساعة فقط، مخلّفةً دمارًا واسعًا شمل مطار حماة العسكري ومحيط مبنى الأبحاث العلمية في حي برزة بدمشق. ووصفت الوزارة الهجمات بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي" و"محاولة لإفشال جهود التعافي بعد الحرب".
وفي تصريح لافت، دعت الخارجية السورية المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، والالتزام باتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974، مشددة على أن الغارات لا تستهدف فقط المنشآت العسكرية، بل المدنيين والبنية التحتية المنهكة أصلًا.
فلسطينيون في سوريا يتضامنون
على صعيد موازٍ، نظّم اللاجئون الفلسطينيون في سوريا سلسلة فعاليات تضامنية، أبرزها في مخيم اليرموك بدمشق، ومخيم خان دنون بريف دمشق، إضافة إلى مخيم النيرب في حلب شمال البلاد. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والسورية، إلى جانب لافتات تطالب بوقف المجازر الإسرائيلية في غزة ودرعا.
وقالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، وهي جهة حقوقية، إن المتظاهرين شددوا على "وحدة النضال ضد الاحتلال ورفضهم لسياسات القمع والتهجير"، في إشارة إلى المعاناة المشتركة بين الشعبين الفلسطيني والسوري جراء السياسات الإسرائيلية.
العدوان مستمر بدعم أمريكي
تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي معلن، شن غارات جوية على الأراضي السورية، استهدفت خلالها مئات المواقع منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، عندما أعلنت فصائل سورية معارضة سيطرتها على البلاد، منهية بذلك أكثر من ستة عقود من حكم حزب البعث، من ضمنها 24 عامًا من حكم بشار الأسد.
وتزعم تل أبيب أن الغارات تستهدف مواقع عسكرية ومنشآت تستخدم لنقل السلاح إلى القوات السورية الجديدة، والتي تصفها إسرائيل بأنها "متشددة"، في حين تعتبر دمشق أن هذه الهجمات محاولة لزعزعة الاستقرار وتعطيل عمليات إعادة الإعمار.
غزة تدفع الثمن الأكبر
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حملة عسكرية غير مسبوقة على قطاع غزة، وصفتها جهات حقوقية دولية بـ"الإبادة الجماعية"، حيث تجاوز عدد الضحايا أكثر من 165 ألف شهيد وجريح، أغلبهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود.
وتتواصل هذه الهجمات في ظل حصار شامل فرضته تل أبيب على القطاع، ما أدى إلى كارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة، وسط تجاهل مستمر للنداءات الدولية المطالبة بوقف إطلاق النار ورفع الحصار.
