شهدت سوريا خلال الأسابيع الأخيرة تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا واسع النطاق، تمثل في غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية واستراتيجية في مناطق متفرقة من البلاد، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وتعرض مطار تدمر العسكري ومنطقة مطار T4 لغارات جوية إسرائيلية عنيفة بلغت أكثر من 15 غارة، عند منتصف ليل الجمعة-السبت. وأسفر القصف عن إصابة 12 عنصرًا من فرقة البادية التابعة للواء 118 في وزارة الدفاع السورية، إلى جانب تدمير مدرج المطار وإخراجه عن الخدمة بالكامل.
استهدفت الضربات الجوية أيضًا مواقع وهنكارات داخل مطار تدمر العسكري، كانت تستخدم سابقًا من قبل النظام السابق. كما طال القصف منطقة التليلة شرق مدينة تدمر والقصر القطري غرب المدينة.
من جهته، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بأن إسرائيل استهدفت قدرات عسكرية استراتيجية في منطقتي "تدمر" و"T4"، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل لإزالة أي تهديد على مواطنيه.
بحسب شبكة "تدمر" الإخبارية، فإن المدينة تخضع لسيطرة عسكرية كاملة من قبل الجيش السوري، ممثلًا بـ"الفرقة 118" المعروفة باسم "فرقة البادية"، والتي تضم عناصر محلية من أبناء المنطقة. وأشارت الشبكة إلى أن القصف أدى إلى إصابة مدنيين اثنين، عدا العسكريين.
يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع داخل الأراضي السورية بشكل شبه يومي، ما يتسبب في سقوط قتلى وجرحى وتدمير البنية التحتية العسكرية. وكانت إسرائيل قد نفذت عدة ضربات جوية في الجنوب السوري في 10 من آذار الحالي، وفي 25 من شباط الماضي، بالتزامن مع تقارير عن دخول آليات عسكرية إلى مناطق جديدة في محافظة درعا.
في سياق متصل، أكدت الأمم المتحدة في تقرير حديث استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الجولان السوري المحتل، محذرة من التصعيد في مشاريع الاستيطان ومصادرة الأراضي وتغيير الطابع الديمغرافي للمنطقة.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل لم تلتزم بمطالب القرار الأممي رقم "55/31" الصادر في نيسان 2024، والذي دعاها إلى الامتثال لقرار مجلس الأمن "497" لعام 1981، القاضي بعدم شرعية فرض قوانينها وسلطتها على الجولان المحتل.
منذ بداية العام 2025، شنت إسرائيل 32 هجومًا على الأراضي السورية، من بينها 30 غارة جوية و2 هجمات برية. وأسفرت هذه الهجمات عن إصابة وتدمير نحو 41 هدفًا، شملت مستودعات أسلحة وذخائر، مقرات عسكرية، مراكز وآليات.
تسببت الضربات الإسرائيلية بمقتل 12 شخصًا، هم:
5 من إدارة العمليات العسكرية، إلى جانب إصابة 13 آخرين.
5 مدنيين.
2 مجهولي الهوية.
امتدت الغارات الجوية على النحو التالي:
حلب: 7 ضربات.
ريف دمشق: 9 ضربات، أدت إلى استشهاد مدني، وإصابة 2 مجهولي الهوية و2 عسكريين.
السويداء: 3 ضربات، إحداها استهدفت المنطقة بـ4 صواريخ.
ريف حمص: 4 ضربات، اثنتان منها استهدفت الحدود السورية - اللبنانية.
ريف القنيطرة: 4 ضربات، أسفرت عن استشهاد مدني وعنصرين من إدارة العمليات العسكرية وإصابة آخر بجروح.
درعا: 6 ضربات، أدت إلى استشهاد 3 مواطنين وعنصر من إدارة العمليات العسكرية، إلى جانب إصابة آخرين.
طرطوس: ضربة واحدة.
دمشق: ضربتان.
يبدو أن التصعيد الإسرائيلي في سوريا مستمر، في ظل استهداف متكرر للبنية التحتية العسكرية والمناطق الاستراتيجية. ومع استمرار الغارات، تتزايد المخاوف من تصعيد أوسع قد يؤدي إلى تداعيات أكبر على الوضع الأمني في المنطقة.