في ظل التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية والمعيشية في الساحل السوري، انطلقت صباح امس قافلتان من المساعدات الإنسانية من مناطق شمال وشرق سوريا، محملتين بالمواد الغذائية والإغاثية لدعم المدنيين المتضررين.
القافلة الأولى، التي انطلقت في ساعات الصباح الباكر، ضمت 10 آلاف سلة غذائية، فيما تحركت القافلة الثانية من مدينة الرقة في وقت لاحق، متوجهة نحو المناطق الأكثر تضررًا، محملة بـ 20 شاحنة من المساعدات.
تأتي هذه المبادرات في ظل الأوضاع الصعبة التي يعاني منها المدنيون في الساحل السوري بعد العمليات العسكرية والمجازر التي شهدتها المنطقة، والتي أدت إلى نزوح عدد كبير من العائلات وتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل خطير. وسط شح الموارد الأساسية وازدياد المعاناة، تشكل هذه القوافل رسالة تضامن ودعم تهدف إلى تخفيف معاناة السكان في ظل الظروف القاسية.
العديد من العائلات فقدت مساكنها نتيجة أعمال الحرق التي نفذتها عناصر مسلحة خلال الأيام الماضية، ما أجبرها على اللجوء إلى أماكن بديلة أو الاحتماء في الجبال والغابات خوفًا من استمرار الانتهاكات. كما تتعرض بعض العائلات لإطلاق نار مباشر، خاصة في قرى ريف بانياس، مما يزيد من حدة الأزمة.
ويواجه النازحون في الساحل السوري نقصًا حادًا في الغذاء والمستلزمات الأساسية والطبية، إلى جانب تدهور الأوضاع الخدمية. وبناءً عليه، وجه حقوقيون نداءً عاجلًا إلى المنظمات الإنسانية للتحرك السريع وتوفير الإغاثة الطارئة، بما يشمل المساعدات الغذائية والطبية وتأمين طرق آمنة لإجلاء المصابين والمحتاجين.
كما شددوا على ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين، مؤكدًا أن تحقيق العدالة الانتقالية هو السبيل الوحيد لضمان حقوق المعتقلين والمفقودين قسريًا والناجين من الاعتقال، إضافة إلى محاسبة مرتكبي المجازر والانتهاكات بحق أبناء الطائفة العلوية والمدنيين بشكل عام.
في ظل استمرار الأزمة، تظل الحاجة ماسة إلى مزيد من الجهود الإنسانية لمساعدة المتضررين وتخفيف معاناتهم، مع التأكيد على أهمية التكاتف المحلي والدولي لضمان حياة كريمة وآمنة للمدنيين في الساحل السوري.